اتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باكستان بالكذب وخداع الولايات المتحدة في وقت تتلقى مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية.

وزعم في أول تغريدة كتبها مطلع هذا العام أن باكستان تؤوي إرهابيين.

وردت باكستان بغضب على تغريدة ترامب قائلة إن كل التمويلات مقيدة حسابيا ومبررة، وإن ترامب يشعر بالمرارة "للهزيمة الأمريكية في أفغانستان".

وتنظر الولايات المتحدة في وقف أكثر من 250 مليون دولار من المساعدات التي أجلت تسليمها إلى إسلام آباد في أغسطس/آب.

ويأتي نظر واشنطن في هذه الخطوة لأنها تعد باكستان قد فشلت في شن حملة فاعلة ومؤثرة على الجماعات الإرهابية، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

وكتب ترامب "لقد منحت الولايات المتحدة بحماقة باكستان أكثر من 33 مليار دولار كمساعدات خلال الـ 15 عاما الأخيرة، ولم تعطنا أي شيء سوى الأكاذيب والخداع، متصورة أن قادتنا حمقى".

وأضاف "أنهم يوفرون ملاذا أمنا لإرهابيين نطاردهم في أفغانستان، ولم يقدموا سوى مساعدة صغيرة لنا، لا أكثر!".

وقال وزير الخارجية الباكستاني خواجة آصف لتلفزيون جيو الباكستاني "لقد أخبرنا الولايات المتحدة أننا لن نفعل المزيد، لذا فإن " لا أكثر" التي قالها ترامب ليس لها أي أهمية".

وأضاف أن "باكستان مستعدة لتقديم جرد علني بكل تفاصيل المساعدات الأمريكية التي تلقتها".

وقد اُستدعي السفير الأمريكي في باكستان، ديفيد هيل، الى وزارة الخارجية الباكستانية الاثنين لإبلاغه بالاحتجاج على تغريدة ترامب.

وكتب وزير الدفاع الباكستاني، خرم دستغير خان، تغريدة قال فيها إن الولايات المتحدة لم تعط باكستان سوى "الذم وعدم الثقة".

وانتقد ترامب باكستان لتقديمها "ملاذا آمنا" لإرهابيين في الماضي.

وقال في خطاب في أغسطس/آب " لقد دفعنا لباكستان مليارات ومليارات الدولارات لكنهم في الوقت نفسه يؤون أشد الإرهابيين الذين نقاتلهم".

"حان الوقت لأن تثبت باكستان التزامها بالحضارة والنظام والسلام".

وشدد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الضغط أيضا على باكستان بشأن ما تراه الولايات المتحدة دعما لحركة طالبان في أفغانستان.

وتعد الولايات المتحدة حليفا أساسيا لباكستان، التي تتمتع بمنزلة خاصة كشريك غير عضو في حلف شمالي الأطلسي (ناتو).

وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون
Getty Images
أشار تيلرسون إلى أن باكستان قد تفقد الامتيازات المقدمة إليها

بيد أن تيلرسون قال إن أموال المساعدات "قد تطرح على طاولة النقاش إذا كانوا غير راغبين فعليا في تغير وضعهم أو مقتربهم لكيفية التعامل مع المنظمات الإرهابية الكثيرة التي وجدت ملاذا آمنا في باكستان".

وقد حُجبت ملايين الدولارات من المساعدات الأمريكية عن باكستان لمزاعم أنها لا تتخذ أفعالا كافية ضد شبكة حقاني الحليفة لحركة طالبان.

وقالت نيويورك تايمز إن مسؤولين أمريكيين قد منعوا من الوصول الى أعضاء في منظمات يعتقدون أن بإمكانهم تقديم معلومات عن رهينة أمريكي.

وقد رحب السفير الأفغاني في الولايات المتحدة، حمد الله مُحب، والرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، بتغريدة ترامب.

وقال كرزاي في تغريدة إن "موقف باكستان المزدوج خلال الـ 15 عاما الماضية يقدم دليلا على أن الحرب على الإرهاب ليست في قصف القرى والبيوت الأفغانية بل في الملاذات التي خارج أفغانستان".