«إيلاف» من لندن: دعا تركمان العراق العبادي اليوم وبعد ساعات من اغتيال مسؤول جبهتهم وسط كركوك الى التصدي لخلايا مسلحة تهاجم مكاتبهم ومنازلهم والايعاز للاجهزة الامنية لتنفيذ عملية تمشيط داخلها لتعقب الخلايا النائمة ونزع السلاح غير المرخص فيما تعهد العبادي بأعادة النازحين المسيحيين الى مناطقهم. 

وقالت الجبهة التركمانية العراقية في بيان صحافي ألاربعاء حصلت “إيلاف" على نصه ان من وصفتهم بـ "أصحاب الايادي الخبيثة المجرمة ذيول الإرهاب المنظم وأصحاب الاجندات المشبوهة" قد اغتالوا علاء الدين الصالحي" مسؤول مكتبها بمنطقة الحي العسكري وسط كركوك مساء امس. واضافت انها 

ومنذ إعلان تأسيسها في اربيل عام 1995 فهي تتعرض دائما الى أبشع المؤامرات وتحت أساليب مختلفة في مسعى لإضعافها تارة وباستهداف وتفجير مكاتبها تارة أخرى.

 واشارت الجبهة الى ان اغتيال الصالحي لن يكون الاستهداف الأول والأخير وانما ستستمر هذه الاغتيالات لأنها مصممة على العمل للحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا وحقوق المواطنين والاستمرار بمقاومتها لكل المشاريع التي تؤدي الى تقسيم العراق وتهديد سلمه الاجتماعي.

وطالبت الجبهة رئيس الوزراء حيدر العبادي بأرسال لجنة تحقيقية خاصة وتشكيل لجنة تحقيقية حول دخول سلاح جديد يسمى ب K4 يتم من خلاله استهداف الاحياء والمناطق التركمانية.. ودعته الى التدخل المباشر لمعرفة الجهة التي تستهدف الاحياء والمناطق التركمانية ومقرات ومسؤولي الجبهة في أسرع وقت ممكن.

دعوة لنزع السلاح غير المرخص في كركوك

ومن جهتهم دعا نواب كتلة المكون التركماني في مجلس النواب العراقي العبادي الى الايعاز للاجهزة الامنية للقيام بعملية تمشيط واسعة داخل مدينة كركوك لتعقب الخلايا النائمة ونزع السلاح غير المرخص من البيوت وتوفير الامن للمناطق التركمانية المستهدفة ضمن خطة امنية وعسكرية محكمة .
وقال النائب حسن توران في مؤتمر صحافي مشترك مع نواب اخرين بمقر مجلس النواب العراقي في بغداد اليوم ان سلسلة هجمات واعتداءات مختلفة استهدفت مقرات الجبهة التركمانية ثم تطور الوضع خلال الايام الاخيرة الى استهداف بيوت المواطنين العزل في المناطق التركمانية وخاصة منطقة تسعين وقصفها بالقذائف والقنابل اليدوية. ودعا العبادي الى ارسال لجنة تحقيقية لكشف ملابسات جريمة اغتيال مسؤول بالجبهة التركمانية الى الرأي العام العراقي والوصول الى الجناة لتقديمهم للقضاء .

اعتقال خلاايا "أنفصالية" هاجمت الجيش في كركوك

واليوم أعلن قائد قوات فرض القانون في كركوك اللواء الركن معن السعدي عن اعتقال اربع "شبكات انفصالية" نفذت عمليات استهداف لقوات جهاز مكافحة الارهاب داخل مدينة كركوك.

وأكد السعدي في تصريح صحافي " القاء القبض على 4 شبكات نفذت عمليات ارهابية داخل مدينة كركوك من خلال استهداف قطعات جهاز مكافحة الارهاب والسيطرات العسكرية داخل واطراف المدينة".

واوضح ان عدد عناصر كل واحدة من هذه الشبكات يتراوح بين 5 و9 اشخاص وخلال التحقيق اعترفوا بارتكابهم اعمالاً ارهابية وهم عبارة عن عصابات مسلحة انفصالية والكل يعلم ان استهدافاتهم كانت بدون تأثير على قطعاتنا ولا تأثير على البنية التحتية او الممتلكات في المناطق التي حدثث فيها الاستهدافات".

اتهام بارزاني بمحاولة أشعال حرب قومية
وكان نواب تركمان قد حذروا بعد اجراء سلطات اقليم كردستان للاستفتاء على الانفصال في 25 أيلول سبتمبر الماضي من خطورة تسبب رئيس الإقليم سابقا مسعود بارزاني في إشعال حرب قومية في كركوك المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل والتي تضم مكونات تركمانية وعربية وكردية ومسيحية.

وقال رئيس الجبهة التركمانية عضو البرلمان العراقي أرشد الصالحي أن "تأكيد بارزاني على كردستانية كركوك، ولقائه بقادة المحاور القتالية والقادة السياسيين الأكراد بمثابة إعلان رسمي لحرب قومية بهدف التغطية على فشله السياسي في الإقليم".

يذكر ان الهجمات المسلحة التي تستهدف مقرات الأحزاب السياسية التركمانية والعربية في محافظة كركوك قد سجلت مؤخرا ارتفاعاً ملحوظاً حيث حملت مصادر من داخل محافظة كركوك "ميليشيات كردية" مسؤولية الهجمات المتكررة هذه إضافة إلى استهداف شخصيات عربية وتركمانية. وقد وقعت أغلب تلك الهجمات إما برمي قنابل يدوية أو إطلاق نار كثيف او توجيه قذائف عن بعدعلى المقرات قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار إلى جهة مجهولة.

مقر للجبهة التركمانية العراقية في كركوك


وللدفاع عن انفسهم فقد سعى التركمان مؤخرا الى تشكيل قوة مسلحة لحماية مناطقهم في محافظة كركوك من الاعتداءات التي تتعرض لها خاصة بعد الأزمة التي أثارها الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان.

ويشير رئيس الجبهة التركمانية في هذا المجال الى ان"القوة التركمانية المسلحة لن تكون هجومية ولن تسعى إلى فرض سطوتها بل هي قوة دفاعية لتأمين مناطق التركمان في كركوك".

وكانت القوات العراقية قد دخلت مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط في 16 تشرين الاول اكتوبر الماضي وطردت قوات البيشمركة الكردية منها والتي فرضت سيطرتها على المحافظة بعد سقوط النظام السابق عام 2003 حيث عملت القيادات الكردية منذ ذلك الوقت على الزج بحوالي نصف مليون كردي الى مدن المحافظة لتغيير تركيبتها السكانية التركمانية لصالحها.

 

العبادي يتعهد للنازحين المسيحيين سرعة اعادتهم لمناطقهم 

اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال استقباله في بغداد اليوم لرؤساء الطوائف المسيحية في البلاد على ضرورة الحفاظ على التنوع الديني والمذهبي وتعهد لهم بأعادة النازحين المسيحيين الى مناطقهم. 

 وهنأ العبادي المسيحيين بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية وتمنى للجميع عام محبة وسلام مؤكدا رعاية الدولة لجميع مواطنيها بغض النظر عن انتمائهم الديني او السياسي.. مشيرا الى ان كل العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات وقال "اننا نسعى لتعميق هذا الفهم لدى جميع شرائح المجتمع ومنها قواتنا الامنية في كل مناطق العراق لاسيما المناطق المحررة" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته “إيلاف".

وشدد على اهمية الحفاظ على التنوع الديني والمذهبي لانه هوية العراق ومصدر قوته.. مبينا ان الارهاب حاول محو هذه الهوية لكنه فشل بفضل توحد ابناء الشعب .واضاف "اننا حققنا الانتصار على داعش وسنعمل بكل قوة على اعادة المواطنين المسيحيين النازحين الى مناطقهم وتوفير الامن لهم اضافة الى بقية النازحين" .

واشار الى مسؤولية رجال الدين من المسلمين والمسيحيين في ارساء الامن من خلال تقوية روح الايمان والعدالة والوحدة لدى المواطنين وتوجيههم الى الطريق الصحيح والعمل على تنمية روح التعايش السلمي بين المكونات العراقية والذي يحقق انتصارا آخر على الفكر الارهابي و يُسقط هدفه.

ومن جهتهم بارك رؤساء الطوائف المسيحية للعبادي "الانتصارات الكبيرة التي تحققت على داعش وتحرير كامل الاراضي العراقية وتوحد ابناء الشعب العراقي وبحلول العام الجديد" .. ثم استمع الى ملاحظات رؤساء الطوائف المسيحية والاقتراحات المتعلقة بقضايا النازحين والمناطق المحررة بشكل عام والمواطنين المسيحيين بشكل خاص.

يذكر ان المسيحية هي ثاني أكبر الديانات في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الاسلام وهي ديانة معترف بها في الدستور العراقي. 

 وبعد الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 استهدفت مليشيات طائفية واخرى ارهابية المسيحيين فتردت اوضاعهم بشكل كبير حتى ان قرابة نصف المسيحيين والمقدر عددهم 800 ألف نسمة قد هربوا إلى الخارج بسبب أحداث العنف حيث تعرض قسم منهم لأحداث إجرامية كالخطف والتعذيب والقتل وبشكل خاص حوادث اختطاف واغتيال رجال الدين المسيحي.

والمسيحيون العراقيون لا يحظون مثل نظراءهم العراقيين من السنة والشيعة والأكراد بعلاقات عشائرية واسعة أو مليشيات مسلحة توفر لهم الحماية والأمن.