القاهرة: في تطور مفاجيء للعلاقات بين مصر والسودان، وتصعيد جديد، استدعت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الخميس، سفيرها في القاهرة للتشاور، بينما ردت وزارة الخارجية المصرية على هذا الاجراء بالقول إنها تجري تقييمًا شاملاً للموقف بين البلدين.

أعلنت وزارة الخارجية السودانية اليوم الخميس، أنها استدعت سفيرها في مصر "للتشاور"، وقال المتحدث الرسمي باسمها، في بيان رسمي: "وزارة الخارجية قررت اليوم الخميس استدعاء سفير السودان لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم إلى الخرطوم بغرض التشاور".

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أنها تجري تقييمًا شاملاً للموقف بين البلدين، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، بأنه تم إخطار السفارة المصرية في الخرطوم اليوم الخميس رسميا بقرار استدعاء سفير السودان في القاهرة إلى الخرطوم للتشاور.

وضاف أبو زيد في بيان صحافي، إن "مصر الآن تقيم الموقف بشكل متكامل لاتخاذ الإجراء المناسب".

وفي السياق ذاته، نفى أبو زيد، صحة ما نشرته وسائل إعلام إثيوبية حول مطالبة مصر باستبعاد السودان من المفاوضات الخاصة بمشروع سد النهضة الإثيوبي.

وقال إن ما حدث هو العكس، إذ قدمت مصر مقترحاً أثناء زيارة الوزير سامح شكري إلى إثيوبيا قبل أيام، بإدخال البنك الدولي طرفاً محايداً في المفاوضات، ونقل المقترح في رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي مريام ديسالين، مشيراً إلى أن القاهرة تنتظر الرد على الاقتراح من أديس أبابا والخرطوم.

كانت صحيفة "أديس فورتشن" الإثيوبية نشرت تقريراً صحافيًا، قالت فيه إن أديس أبابا رفضت مقترحاً مصرياً بإقصاء السودان عن المفاوضات، وإجراء مفاوضات مباشرة بين القاهرة وأديس أبابا للوصول إلى اتفاق حول السد.

وعلقت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء السودانية، على التقرير قائلة، إن طلب إبعاد الخرطوم عن المفاوضات غير قانوني إذا كان صحيحاً، وقال رئيس الجهاز الفنى بالوزارة وعضو لجنة المفاوضات، سيف الدين حمد، إن بلاده لم تتلق أي إخطار رسمي يفيد بتقديم مصر طلباً بإبعاد السودان من المفاوضات.

ودأب المسؤولون السودانيون مؤخرًا على إصدار تصريحات عدائية ضد مصر، ولعل أخرها ما صدر عن رئيس اللجنة الفنية للحدود من الجانب السوداني، عبد الله الصادق، الذي إن استمرار ما أسماه بـ"العدوان المصري" على مثلث حلايب يهدف إلى جر السودان للدخول في اشتباكات مباشرة مع مصر.

ووصف الصادق الذي يشغل أيضا منصب مدير هيئة المساحة، ما تقوم به السلطات المصرية بمثلث حلايب "المحتل" بأنه استمرار في التعدي على الأراضي السودانية، مؤكدا أن هذا التعدي سيأتي بنتائج عكسية لدولة مصر.

ودعا الصادق في حديث مع (smc) إلى ضرورة إيجاد حلول لهذه القضية والتعامل معها بالطرق السلمية، مضيفا أن حلايب سودانية وستسترد من مصر.

وتقدمت الحكومة السودانية بشكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي، قالت فيها: "تم إنشاء مكتب للسجل المدني في حلايب وشلاتين بغرض استخراج أوراق ثبوتية مصرية تشمل شهادات الميلاد وبطاقة الرقم الوطني .

وقدم الحكومة السودانية شكوى أخرى، قالت فيها "إن هناك انتشار للواء مشاة مصري في المنطقة المتنازع عليها يغطي بين البلدين، كما أن سفينة حربية رست في مرسى جزيرة حلايب، بينما تتمركز قوات من المخابرات والشرطة المصرية في مواقع أخرى في مثلث حلايب.

ويأتي إجراء سحب السفير السوداني من مصر، في ظل أجواء تتسم بالتوتر السياسي الشديد بين البلدين الشقيقين، بسبب الخلاف حول الحدود، وتبعية مثلث حلايب وشلاتين الحدودي، بالإضافة إلى الخلاف حول سد النهضة الأثيوبي، واشتعلت الخلافات في أعقاب سماح السودان لتركيا استغلال جزيرة سواكن القريبة من الحدود المصرية في البحر الأحمر.