لا تزال الصحف العربية تناقش الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن إيرانية، ورفعت فيها شعارات مناهضة للمرشد الأعلى على خامنئي.

وتساءل كتاب عما إذا كانت هذه الاحتجاجات ستمثل تهديداً لإيران أو نهاية لولاية الفقيه.

"مفتوحة على كل الاحتمالات"

يقول عيسى الشعيبي في الغد الأردنية: "ليس في وسع أي منا القول في هذه اللحظة؛ إن الاحتجاجات المستمرة، قد بلغت نقطة اللاعودة، أو إن الشعوب الإيرانية هي الآن بصدد أحداث ثورة شعبية ثانية، على غرار ثورة الخوميني، التي سرقتها الفاشية الدينية من بين أيدي الليبراليين واليساريين والوطنيين".

ويشير إلى أن هذه الاحتجاجات "مفتوحة على كل الاحتمالات"، قائلا إنها "كشفت لنا حقيقة أن إيران مجرد نمر من ورق، أخذتنا بالصوت العالي، بالتهويل والمبالغات، وبالتبجح والشعارات الخادعة، وأن ما حققه آيات الله من مكاسب في جوارهم الواسع، كان ناجما عن عجز هذا الجوار وضعفه، عن خوفه وتهافته، وليس عن صلابة عود دولة تجوع فيها الملايين، يسودها الفساد والاستبداد".

"مفهوم المرجعية"

ويقول وسام سعادة في المستقبل اللبنانية: "الموجة، هي عودة الازدهار لمفهوم المرجعية، أي لحيوية مراجع التقليد المتعددين، في الداخل الإيراني، أسوة بالحالة العراقية. ليست هناك معطيات كافية اليوم للذهاب إلى أن ‘ولاية الفقيه‘ في خطر، لكن هناك مؤشرات إلى أنّ الوضع في إيران، من شأنه أن يعود فيسمح للمرجعية في قم ومشهد بإعادة لعب دورها، المحافظ أساسا، كمحافظة على التماسك الاجتماعي".

وعن مستقبل ولاية الفقيه، يقول حبيب راشدين في الشروق الجزائرية: "حتى الآن لا يبدو أن نظام الملالي الذي ينهي بعد سنة عقده الرابع قد كسب معارك تمدد نفوذ ولاية الفقيه في المنطقة، مع فداحة الكلفة السياسية، والمالية، والبشرية".

ضرورة التنظيم وتوحيد الجهد

ويتساءل ماهر الجنيدي في الحياة اللندنية "أين ستحطّ موجة الاحتجاجات الإيرانية؟"

ويجيب: " إذا ما تنظّمت الاحتجاجات، وتوحد جهدها، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن نظاماً كهذا لا يقبل التفاوض، ولا يتنازل عن برغيّ واحد في هيكلية بنائه، وأنّه لا يزول إلا بالقوة، تكون موجة الاحتجاجات الإيرانية قد حطّت على المدرج الصحيح، لكنه العسير، والشاق، والمتعب، والمضني، والمليء... أو فلتعد أدراجها إلى العام الماضي، ولترسل رسائل طلب الصفح والغفران، من الولي الفقيه، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية".

من جانبه، يتهكم محمد مبارك في أخبار الخليج البحرينية من سلوك النظام الإيراني الذي اعتبر أن الاحتجاجات تحدث بإيعاز خارجي.

ويقول: " لقد قام المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بتكفير الإيرانيين الذين خرجوا في الشوارع، واعتبر أنهم تيار مضاد للإسلام، وهو بذلك كان يمهد الطريق نحو قمع المحتجين والتنكيل بهم وقتلهم".

أما أحمد بودستور فيستبعد في الوطن الكويتية أن يكون هناك تدخل خارجي خلف الاحتجاجات.

ويقول: " الدول الغربية التي تتدخلُ في أحداث إيران وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لا تتدخل عسكريا كما يفعل النظام الايراني ولكنها تطالب النظام الايراني بإعطاء الشعب الحرية للتعبير عن مطالبه وتلوحُ باستصدار قرار إدانةٍ من مجلسِ الأمن وفرض عقوبات اقتصادية".

ويضيف: "الشعب الإيراني لا يحتاج إلى تدخل خارجي ولكنه قادر على أن يواجه بطش وطغيان الحرس الثوري الإيراني فهو قد كسر حاجز الخوف ومزق تماثيل وصور الدكتاتور سيد خامنئي وأيضاً رئيس الجمهورية حسن روحاني".

ويقول محمد السعيد إدريس في الخليج الإماراتية: الآن يشرب النظام الإيراني الحاكم من ذاتِ الكأس، فالسياسات الخاطئة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، ناهيك عن سوء إدارة السياسة الخارجية والاندفاعِ المحموم لتمديدِ النفوذِ في الخارج أدتْ إلى تحريكِ مظالم العديد من القوميات والشعوب الإيرانية التي تعاني مظلوميات التمييز والتهميش تحت حكم الجمهورية الإسلامية".