تم إرجاء رحلة نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس لإسرائيل وسط احتجاجات فلسطينية ضد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل. ولكن لماذا تحظى هذه الخطوة بدعم الإنجيليين في الولايات المتحدة؟

يقول البروفيسور كريستوفر رولستون: "إن القدس مهمة لكل المسيحيين، ولكنها ذات أهمية خاصة للغاية لبعضهم فبها ستكون نهاية الزمن، فهناك مجموعة من المسيحيين ترى في إقامة دولة إسرائيل تمام النبوءة وتم نشر ذلك في كتاب لهال ليندساي في عام 1970 اعتبر أن إقامة إسرائيل يؤكد صدق الإنجيل."

ولكن ماذا عن رأي الإنجيليين؟

يعد القس الإنجيلي جوني مور، البالغ من العمر 34 عاما، من أقرب الشخصيات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقد شارك في رئاسة الهيئة الاستشارية الإنجيلية لترامب خلال حملته الانتخابية.

https://twitter.com/JohnnieM/status/884942560439009281

والتقى مور ترامب وأعضاء فريقه مرات عديدة آخرها الشهر الماضي، كما دأب على التحدث للبيت الأبيض بانتظام.

وفي يوليو/تموز الماضي نشر صورة لترامب خلال صلاة في البيت الأبيض.

فكان من الجيد التوجه له بالسؤال عن سبب تأييد الإنجيليين لقرار القدس، وهل ذلك راجع لإيمانهم بمعركة هرمجدون؟ ونهاية الزمان؟ والعودة الثانية للمسيح وآلاف السنين من السلام؟

ضحك مور قائلا: " بالطبع لا، وإن كانت هناك مجموعة صغيرة جدا من الإنجيليين تعتقد بذلك."

سياسة وليس دين

وقال مور إن الإنجيليين بحثوا القدس في البيت الأبيض ولكن مناقشاتهم كانت سياسية ولم تكن لاهوتية، فكان الرأي منطلقا من الجغرافيا السياسية وليس اللاهوت.

وأضاف قائلا إنه في البداية تم تمرير قرار القدس في الكونغرس عام 1995 بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل ولكن الرؤساء المتعاقبين أجلوا التنفيذ لأسباب أمنية، فهناك قانون تحداه الرؤساء مرات ومرات، كما أنه لا يجب أن تتدخل الولايات المتحدة في اختيارات الدول لعواصمها.

وتابع قائلا: "كما أنني أعتقد أن سياسة ترامب تجاه القدس لن تضر عملية السلام فالفلسطينيون يشيرون للقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية فعلى الأقل ستكون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل فإذا قرأت تعليق الرئيس بالكامل فقد قال إن الأمر متروك للأطراف المعنية لتقرير مستقبل القدس."

وأيد هذا الرأي ديفيد بروغ المدير التنفيذي لمسيحيين من أجل إسرائيل وقال: " هناك رأي شائع أن الإنجيليين يؤيدون إسرائيل كي يعجلوا نهاية الزمن وهذا غير صحيح، فكل من يفهم لاهوت يعرف أن المسيحيين المؤيدين لإسرائيل يعلمون أنهم عاجزين عن تغيير تاريخ نهاية الزمن، ومن ثم فإن لدعمهم إسرائيل دوافع أخرى."

وأضاف قائلا: " في قضية القدس نحن ندعم ترامب لأنه تحرك من أجل عدالة تاريخية واعتراف بواقع معاصر.

وقال مور إنه محبط إزاء نظرة البعض للإنجيليين وقال: "نحن أناس عاديون، لدينا نظرة عصرية للأمور، نحن نتحدث للناس، نحن صناع سلام، نبني جسور التواصل ولسنا من دعاة نهاية العالم."