لندن: لم يعد ونستون تشرتشل أكثر من كُتبت سيرة حياتهم بين الشخصيات السياسية في العالم فحسب، بل اصبح الآن أكثر الشخصيات شعبية في هوليوود. ففي أقل من اثني عشر شهراً أُنتجت ثلاثة افلام كبيرة على الأقل عن تشرتشل بطل سلسلة "التاج" التي تعرضها خدمة نتفليكس لأفلام الفيديو. وسيُفتتح خلال الأيام القليلة المقبلة في دور السينما البريطانية فيلم "احلك ساعة"، وسط شائعات عن ترشيحه لموسم الجوائز الجديد. 

ولكن رغم كل الاهتمام الذي تثيره شخصية تشرتشل بعد أكثر من نصف قرن على وفاته، فإن تصوير زوجته كليمنتاين هو الذي يستحوذ على المخيلة. وتقوم بدورها في "احلك ساعة" الممثلة كريستين سكوت توماس التي كافحت لفرض حضور هذه الشخصية اعترافاً بدور كليمنتاين الكبير لكنه غير المعروف في قصة حياة تشرتشل وبريطانيا. وأخيراً بدأت تتألق الأهمية الاستثنائية لهذه الشخصية المنسية اساساً.

 

مشهد من فيلم "احلك ساعة"

 

لم تكن كليمنتاين زوجة محبة فحسب، بل شريكة ملتزمة في حياة تشرتشل السياسية وقيادته بريطانيا خلال الحرب، حتى انه كتب بمناسبة عيد زواجهما الأربعين في عام 1948 ان عمل حياته بما في ذلك الانتصار في الحرب العالمية الثانية ما كان ليتحقق لولاها. 

واعترف بأن أكبر انجازاته ما كانت لترى النور لولا وقوفها بجانبه بصفتها اقرب مستشاريه وأقوى من يؤثر عليه. ولعل شراكة مستر ومسز تشرتشل بآرائهما السياسية المختلفة وتباين طباعهما الشخصية تعتبر صورة للائتلاف الأمثل. 

حين قرأت الممثلة كريستين سكوت توماس قصة كليمنتاين وأدركت دورها في أمجاد زوجها رفضت ان تقوم بدور ثانوي في فيلم "أحلك ساعة"، كما عُرض عليها في البداية. 

 

تشرتشل وكليمنتاين خلال زيارة لحديقة الحيوانات في لندن

 

وأوضحت سكوت توماس للمخرج جو رايت الذي سألها عن سبب رفضها انها تشعر ان كليمنتاين يجب ألا تكون حاضرة كرمز لربة البيت ودعته الى تصوير كليمنتاين بدور الشخصية التي كان لها تأثير في ما يجري. واستجاب لها رايت فجاء الفيلم أكثر صدقاً. 

ولكن سكوت توماس اعترفت بأنها رغم التعديلات التي وافق المخرج على اجرائها لانصاف كليمنتاين، ما زالت "محبطة" لأنها لم تُعامل معاملة زوجها تشرتشل. وقالت ان الناس يريدون ان يعرفون أكثر عن كليمنتاين.

ابدعت سكوت توماس في القيام بدور كليمنتاين، ولكن إذا أُنتج فيلم عن زوجة تشرتشل تحديداً فإنها ستواجه منافسة شديدة من ممثلة أخرى هي هاريت والتر التي قدمت أداء ساحراً بدور زوجة تشرتشل في مسلسل "التاج". 

 

مسلسل "التاج"

 

وتحدثت والتر عن الضغوط الشديدة التي لا بد ان تكون كليمنتاين واجهتها وهي ترشد زوجها طيلة حياته السياسية، بما في ذلك دورها في حثه على الاستقالة من رئاسة الحكومة بعد اصابته بجلطة. لكنّ نقاداً يقولون إن العملين على السواء، "أحلك ساعة" و"التاج"، لا يعكسان حقاً دور كليمنتاين المحوري في حياة تشرتشل السياسية. وانها بكل تأكيد قامت بدور أكبر من نظيرتها الأوسع شهرة الينور روزفلت وخاصة خلال الحرب. 

للعالم الخارجي كان تشرتشل رجل حسم لا يعرف الضعف. ولكن من المحال أن نفهم كيف استطاع تشرتشل ان يقود بريطانيا بمفرده في مواجهة هتلر أو العودة بعد العديد من الاخفاقات التي واجهها في وقت سابق من حياته، من دون زوجته. 

وتقول والتر إن كليمنتاين قامت بدور أكبر في تاريخ بريطانيا مما عرضته الشاشة الفضية حتى الآن. ولكن في ضوء الفهم الجديد لهذه المرأة الاستثنائية وبتشجيع من ممثلات يستحقن الاعجاب مثل سكوت توماس ووالتر يمكن ان تنال كليمنتاين تشرتشل ذات يوم الاهتمام السينمائي الجديرة به. 

اعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/women/life/clementine-churchills-extraordinary-importance-finally-beginning/