واشنطن: الكسندر هاملتون شامخاً في البلد الذي حاربه من أجل استقلال اميركا بعد ان انتقلت هذه المسرحية الموسيقية عن أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة من برودواي إلى لندن. 

تسع بوصات هو الفارق بين طول هاملتون الحقيقي وممثل شخصيته على المسرح البريطاني جمايل ويستمان الأطول قامة من جميع الممثلين الآخرين. كما انه يضفي أبعاد البطل التراجيدي بامتياز على الشخصية الرئيسية لعمل الكاتب المسرحي والمؤلف المسرحي والممثل لين مانويل ميراندا الذي قام بدور هاملتون في عروض سابقة للمسرحية. 

عرض مثير

ويلاحظ الناقد بين برانتلي في صحيفة نيويورك تايمز أن ويستمان ليس أفضل في تمثيل دور هاملتون من ميراندا الذي أوجد الدور وكتب كلمات الأغاني والموسيقى ونص المسرحية، وان ويستمان ليس مغنياً بوزن خافير مونوز الذي خلف ميراندا بدور هاملتون في بروداوي ولكن أول ممثل بريطاني يقوم بهذا الدور يلتهب بنار بروميثيوسية تجعل العرض مثيراً كما كان العرض الأول الذي قُدم قبل نحو ثلاث سنوات خارج برودواي. 

 

 

ويستمان (25 عاماً) الذي تخرج مؤخراً من الأكاديمية الملكية لفن الدراما أصغر ممثل يقوم بدور هاملتون، وهو بذلك يكون مناسباً على نحو استثنائي لصورة بلد وليد يبحث عن هويته مثل الولايات المتحدة وقتذاك. 

ينضح هاملتون الذي يمثله ويستمان غطرسة ووقاحة ونفاد صبر مراهق طموح على حافة سن البلوغ. ومن هنا السؤال الذي يُطرح بحذاقة على هاملتون في المسرحية "لماذا تكتب وكأن الوقت دهمك؟" وفي حين ان هاملتون يهرم بصورة ذات مصداقية خلال العقود الثلاثة التي تغطيها المسرحية الموسيقية فإنه يحتفظ بمناقب شبابه ومثالبه على نحو ظاهر. 

هذه الطاقة المتفجرة لدى هاملتون وثقته الاستعراضية تجعلانه مؤذياً وعاطفياً بطرق كاشفة. ونفهم أكثر لماذا انهجس به منافسه الذي يقتله في النهاية، وهو آرون بار (يقوم بدوره جايلز تيريرا في أداء متألق). كما نستوعب لماذا كانت كل امرأة في دائرته تعجب به. 

 

 

مزيج قابل للاشتعال؟

مزيج الوفاء والاستياء الذي يشعر به هاملتون تجاه استاذه جورج واشنطن (يقوم بدوره ببراعة اوبجوما اوغوالا) مزيج قابل للاشتعال بصورة جديدة واستفزازية، على حد تعبير الناقد برانتلي، وكذلك الجمع الملتَبس بين الذنب والحنان الذي يتخلل علاقته بزوجته اليزا (تقوم بدورها راشيل آن غو) وشقيقتها انجليكا شويلر (رايشتيل جون) ونجله المحكوم عليه بالهلاك فيليب (كليف سبتمبر). 

غو وجون تجيدان دورهما وتغنيان غناء مثيراً في الغالب، ولكن برانتلي يقول انهما لا تتفوقان تماماً على فيليبا سو ورينيه ايليس غولدسبري، اللتين قامتا بهذه الأدوار في العروض الأولى في نيويورك. 

وعلى الغرار نفسه، فإن الممثلين الذين يقومون بأدوار المركيز لافاييت وتوماس جيفرسن وبار يؤدون أدواراً ثانوية بالمقارنة مع نظرائهم في عروض نيويورك. 

تفاصيل تاريخية

اخراج البريطاني توماس كيل لمسرحية هاملتون الموسيقية في لندن حيث ابقى على فريق مصمميها الرائعين، له ألق الأصل الذي قُدم في نيويورك ويجد مكانه الطبيعي بشكل بديع في مسرح فكتوريا بالاس بعد ترميمه. 

كما ان النسخة البريطانية خبرة مثلى للمستجدين على "هاملتون" ولكل من لم يعتد على موسيقى الراب والهيب هوب التي تشكل قسماً كبيرا من موسيقى المسرحية التي كتبها ميراندا. ولكن طاقم الممثلين متعدد الاصول الاثنية، كما في جميع عروض هاملتون، أدق تعبيراً عن هذا الجانب من نظرائهم الاميركيين. 

وفي كل الأحوال، فإن تفاصيل هذا التاريخ الباهر لن تضيع على البريطانيين الذين لم يدرسوا الثورة الاميركية. 

وكان الجمهور الاميركي استمتع على نحو خاص بالتصوير الساخر للشخصية البريطانية الوحيدة الرئيسية في المسرحية وهي شخصية الملك جورج الثالث الذي يقوم بدوره مايكل جيبسون، وتبدت حماسة الجمهور بشكل سافر خلال الفصل الأول عندما ينتصر الاميركيون الذين كانوا الطرف الأضعف في حرب الاستقلال على البريطانيين. 

يبدو أن مسرحية هاملتون الموسيقية وخاصة نجمها الصاعد ويستمان يمكن ان تجعل أي مواطن انكليزي خائناً لليلة واحدة. 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.nytimes.com/2018/01/05/theater/review-hamilton-conquers-london-king-george-slays-too.html