نصر المجالي: بدأت تتكشف تفاصيل الهجوم على قاعدتي حميميم وطرطوس السوريتين، ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورًا للطائرات من دون طيار "درون" التي نفذت الهجوم، وأعلن الكرملين عن أن الهجمات الإرهابية في المنطقة مستمرة، وفي كلام الكرملين يبدو احتمال التراجع عن قرار سحب العسكريين من سوريا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إن الكرملين يدرك أن الهجمات الإرهابية مازالت مستمرة في سوريا.

وأكد بيسكوف قدرة البعثة العسكرية الروسية والبنية التحتية في قاعدتي حميميم وطرطوس على التصدي لهذه الهجمات، وذلك تعليقًا على الهجوم الإرهابي الذي استهدف القاعدتين في ليلة 6 يناير الجاري، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباطه.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت يوم الاثنين إحباط محاولة هجوم إرهابي على قاعدة حميميم ونقطة دعم القوات البحرية الروسية في طرطوس في ليلة 6 يناير. وأعلن العسكريون الروس عن إسقاط 7 درونات وإنزال 6 . 

سحب العسكريين

وقال بيسكوف للصحافيين "عند اتخاذ قرار سحب العسكريين الروس من سوريا، انطلقنا من أنه لم يعد هناك أساس لإجراء عمليات هجومية كبرى".

وأضاف "مع ذلك، نحن ندرك، والرئيس أيضا، أن هجمات الإرهابيين لن تتوقف فورًا بالطبع. سوف تستمر وفي هذه الحالة، البعثة العسكرية الباقية والبنية التحتية الباقية في نقاط التمركز بحميميم وطرطوس، تمتلك كل الإمكانيات اللازمة لمكافحة هذه المظاهر العرضية للهجمات الإرهابية".

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن القاعدة تعرضت لهجوم من مجموعات إرهابية باستخدام طائرات من دون طيار. وتم تحديد 13 هدفًا جويًا صغيرًا يقترب من المواقع العسكرية الروسية.

وتظهر الصور التي نشرتها الوزارة مركبات جوية من دون طيار، بالإضافة للذخائر التي كان يحضر للهجوم باستخدامها.

أحرار الشام 

ومن جهتها، أفادت صحيفة (كوميرسانت) الروسية، يوم الثلاثاء، بأن جماعة "أحرار الشام" الإرهابية تقف خلف الهجوم بالدرونات على القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية خاصة بها القول، إن العسكريين الروس تمكنوا من فك تشفير معطيات الدرونات التي تمت السيطرة عليها وإسقاطها سالمة.

ويشار إلى أن 13 طائرة من دون طيار مزودة بقنابل يدوية الصنع هاجمت القاعدة الجوية الروسية في حميميم والقاعدة البحرية الروسية في طرطوس، ولكن الهجوم فشل، كما يقول المسؤولون الروس. 

وقالوا إنه لم تتمكن أي من الدرونات من الوصول إلى أهدافها – أسقطت وسائط الدفاع الجوي بعضها، وتمكن العسكريون الروس من السيطرة على 3 منها.

تجميع الطائرات

ويقول العسكريون الروس إنه من المستحيل تجميع الطائرات من دون طيار دون مساعدة مختصين "من أصحاب الخبرة في تكنولوجيات الدرونات المصنعة على شكل طائرات من دون طيار تعمل باستخدام نظام GPS".

وذكرت (كوميرسانت) أنه لم يعلن أي طرف حتى الآن مسؤوليته عن الهجوم. ولكن بعد دراسة الدرونات، وصل الخبراء العسكريون إلى استنتاج يفيد بأنه تم استخدام صواعق أجنبية الصنع خلال تحضير العبوات المتفجرة المركبة على الدرونات.

ولاحظت الصحيفة أنه تم استخدام درونات شبيهة خلال الهجوم على قاعدة حميميم ليلة 31 ديسمبر الماضي. ولكن مقتل اثنين من العسكريين الروس وإلحاق الضرر ببعض المعدات الحربية كانا بسبب قصف القاعدة بقذائف الهاون من الأرض.