أبرزت صحف ومواقع مصرية وعربية ردود الفعل على تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي قالت إنها تمتلك تسجيلات صوتية لضابط مخابرات مصري وهو يتحدث مع ثلاثة إعلاميين مصريين وفنانة حول الموقف من إعلان واشنطن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ويتهم معلقون الصحيفة بـ"اختلاق تقارير غير صحيحة"، بينما ينتقد آخرون حال الإعلام المصري.

وكانت الهيئة العامة للاستعلامات قالت إن ما نشرته "نيويورك تايمز" لا يليق ان ينشر فى صحيفة كبيرة"، مشيرة إلى أن "مواقف مصر من القضايا الدولية لايتم استنتاجها من تسريبات مزعومة لشخص مجهول".

"ادعاء كاذب"

يقول محمود سعد الدين في اليوم السابع المصرية: "لا يوصف تقرير نيويورك تايمز سوى بالادعاء الكاذب على قضية جوهرية نادت فيها الدولة المصرية بالحق والعدل، والحقيقة أن موقف الصحيفة من الوضع المصري يدفعنا جميعا لطرح السؤال باستمرار، من أين تستقى الصحيفة معلوماتها؟ وكيف جاءت بهذه الثقة وهى تطرح المعلومات الكاذبة؟ وكيف تخاطر صحيفة بحجم النيويورك تايمز بمصداقيتها من أجل نشر تقرير كاذب؟"

ويتابع: "الصحافة الأجنبية، بعضها، يلعب دوراً قذراً ضد الدولة المصرية، ينشر شائعات لا أساس لها ويربطها بقضايا جوهرية مثل قضية القدس محاولا تصدير صورة ذهنية للعالم الخارجي عن مصر أنها تخلت عن قضية القدس".

وفي الصحيفة ذاتها، يقول أكرم القصاص: "الفكرة في مثل هذه التقارير أنها تكشف عن أنه ليس كل ما تنشره هذه المؤسسات صحيح، وأنها يمكن أن تفبرك من أجل المال، ولدينا تجربة االغارديان عندما اعتذرت عن نشر عشرات التقارير الكاذبة لمراسلها السابق بالقاهرة وحذفتها، ولدينا أمثلة لوكالات ومنصات عالمية تروج الكذب بلا محاسبة".

وفي الأخبار المصرية، يقول كرم جبر: "هذه صحيفة لا ترى إلا بعيون الإخوان، ولا تنطق إلا بلسانهم، وتغرق كل يوم في سقطات مهنية تحرق أوراقها الصفراء، حقدا علي مصر التي أفلتت من الكمين، وتساعد العواصم العربية للفكاك من أنياب الإرهاب.. وكيف تفعل مصر ذلك، وسقوطها كان يعني إسدال الستار علي الشرق المشاغب؟ وبقاؤها يأذن برحيل ربيعهم الغادر، فلجأوا إلي تشويه الوطن وانتصاراته ورجاله ورموزه، ولكن خاب مسعاهم، لأن القدس بالذات وجع في قلوب المصريين، الذين ضحوا من أجل فلسطين بآلاف الشهداء".

إعلام مصر "لم يكن مستقلاً"

ومن ناحية أخرى، يقول عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم الإلكترونية: "الإملاءات التي وردت على لسان ضابط مخابرات مصري وفنّدتها هيئة الاستعلامات المصريّة في إطار نفيها بالكامل لها، وعدم وجود ضابط مخابرات بهذا الاسم، فإنّها تفسّر الماء بالماء في رأي الكثيرين، ونحن منهم، فالإعلام المصري لم يكن مستقلاً ويَملُك قراره في العقود الأخيرة، وكان دائمًا يسير في تغطياته للأحداث وفق التعليمات الرسمية".

ويقول سليم عزوز في موقع عربي 21: "لا أعرف ماذا في تسريبات جريدة نيويورك تايمز يدفع البعض إلى عدم تصديقه، ومن ثم إثارة الغبار حوله، دفاعاً عن أوضاع مقلوبة، تعيشها مصر منذ الانقلاب العسكري، بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي".

ويتابع: "ليس هناك جديد في التوجيه، فهذا هو موقف دولة العسكر من القضية الفلسطينية، فهم ومنذ عهد مبارك يناصبون الانتفاضة العداء، ويحاصرون غزة لإجبار أهلها على التسليم. وفي كل مرة يتم فيها الاعتداء الإسرائيلي على القطاع، فإن الاعلام المصري يتولى التحريض على المقاومة وعلى حماس، فما الجديد في التسريبات؟"

وينتقد علاء عريبي في الوفد المصرية رد الفعل على التقرير، قائلاً: "نتعامل مع القضية محليا وليس دوليا، بمعنى أنه كان يجب أن نتعامل من الأساس مع إدارة الجريدة في نيويورك، بعد أن نتصل بالمحرر في القاهرة ونناقشه في التحقيق، نتصل برئيس تحرير الجريدة ونطالبه بنشر رد ننفى فيه ونطالب المحرر والجريدة بإثبات صحة وجود الشخصية المحورية في التسجيل".

ويضيف الكاتب: "أما أننا نشغل جميع وسائل الإعلام المحلية بصحفها ومواقعها وبرامجها في النفي والتكذيب، فهذا يعد فض مجالس لن يفيد في شيء، ولن يكون له المردود المطلوب على المستوى المحلى، كما أنه لن يترك قناعة لدى معظم أو بعض المواطنين بعكس ما أذيع".