إعادة إيران فتح التحقيقات بشأن وفاة الرئيس الإيراني علي أكبر رفسنجاني بعد اكتشاف مستويات عالية من الإشعاع في جثته، بحسب عائلته، وقراءة في تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني"، وقراره تعليق المعونة الأمنية التي تقدمها بلاده إلى باكستان، من أهم الموضوعات ذات الصلة بالشرق الأوسط في الصحف البريطانية.

والبداية من صحيفة الغارديان التي انفردت بنشر مقال لمراسلها في إيران تحت عنوان "إيران ستعيد فتح التحقيق في وفاة رفسنجاني، بحسب عائلته".

ويقول المراسل إن "إيران أعادت فتح تحقيق في أسباب وفاة الرئيس السابق للبلاد علي أكبر رفسنجاني، بناء على طلب أفراد من عائلته الذين يؤكدون بأن جسده كان يحتوي على مستويات عالية من الإشعاعات".

وأضاف أن ذلك "تصادف مع الذكرى السنوية الأولى أمس للرحيل المفاجئ لرفسنجاني الذي شغل منصب رئاسة البلاد لفترتين متتاليتين حتى عام 1997".

ونقل المراسل عن إبنة رفسنجاني، فايزة هاشمي، قولها إن" الفحوصات التي حصلت عليها الشهر الماضي بخصوص جثة والدها أكدت بأن مستوى الإشعاعات في جسمه كانت أكثر بـ 10 مرات من المستوى المسموح به".

وأكد ابن رفسنجاني، ياسر هاشمي، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني - أمر بإعادة فتح تحقيق بشأن اسباب وفاة والده.

وينقل التقرير عن أحد أقرباء رفسنجاني - رفض الكشف عن اسمه- قوله إن " هناك إجماع في العائلة بأن رفسنجاني قُتل، أو على الأقل لم يمت بصورة طبيعية".

وأوضح المراسل أنه " أعلن رسمياً بأن سبب وفاة رفسنجاني إصابته بذبحة صدرية، إلا أن العائلة لم تر ضرورة لتشريح جثته آنذاك احتراماً له ولأن إكرامه يكون بتسريع دفنه".

وينقل التقرير عن فائوة رفسنجاني تأكيدها أن " العائلة اجتمعت مع بعض أعضاء المجلس الأعلى للأمن الوطني الذين ابلغوها أن نسبة النشاط الإشعاعي في جسد رفسنجاني كانت أعلى بـ 10 مرات من النسبة المسموح بها".

ويقول التقرير أن "عينة دم من أخذت من جسد رفسنجاني بناء على طلب ابن أخيه، بعد وفاته مباشرة في المستشفى الذي كان يحتفظ بجسده، قد اختفت من المستشفى في ظروف غامضة"،

وينقل التقرير عن مصدر في العائلة قوله إن أناسا حذروا رفسنجاني من أن هناك خطراً على حياته، قبل وفاته.

عد اتفاق إيران مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي منجزا للرئيس روحاني
AFP
عُد اتفاق إيران مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي منجزا للرئيس روحاني

إيران والتغيير

ونقرأ في صحيفة "الفايننشال تايمز" مقالاً لديفيد غاردنر بعنوان "إلغاء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني يصب في مصلحة المتشددين في البلاد".

ويقول كاتب المقال إن " من إحدى المفارقات العديدة في الجمهورية الإسلامية إنه في الوقت الذي يعُتبر فيه المتشددين والحرس الثوري الإسلامي أمراء السياسة الإيرانية ،فإن حيوية مؤسساتها والانتخابات المتنازع عليها تجلب الكثير من المفاجآت"، ويضيف أنه "عندما يفشل الإصلاحيون الإيرانيون في أداء مهامهم، فإن هذه الطاقة التي قوامها 80 مليون مواطن ومواطنة تحت سن الثلاثين، يتظاهرون محتجين في شوارع البلاد.

وأشار كاتب المقال إلى أنه "بعد مرور أربعة عقود على الثورة الإيرانية، فإن الشباب الإيراني فاض به الكيل من فرض الرجعيين لآرائهم عليهم، وهم الذين يقبعون وراء افكار متحجرة أبقت إيران معزولة عن العالم".

ونقل كاتب المقال عن تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني الاثنين قوله إن " المشكلة التي نواجهها اليوم هي الفجوة بين السلطات والأجيال الشابة"، مضيفاً أن الاحتجاجات التي شهدتها البلاد لم تكن فقط بسبب قلة الوظائف وارتفاع الأسعار فقط ".

وأردف روحاني أنه" لا يمكن فرض نمط حياتنا على الأجيال القادمة".

ورأى كاتب المقال أن "آمال الإيرانيين بالتغيير إزدادت بعد توقيع الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني مع الدول الست الكبرى في عام 2015".

وأوضح أن هذا الاتفاق الذي أوقف طهران عن تخصيب مادة اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية، عُدّ إنجازاً للرئيس الإيراني لكن بعض المتشددين اعتبروه منزلقاً لتغيير النظام.

وتابع القول إن "هذا الاتفاق فشل إلى حد كبير بالرغم من تأييد روحاني له".

وأوضح أن "الرئيس الأمريكي ما زال يهدد بإلغاء ما يسميه أسوأ اتفاقية على الإطلاق".

وختم كاتب المقال بالقول إن "وفاة الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني العام الماضي، خلفت ثغرة في قلب الطيف السياسي الإيراني"، مضيفاً أن "التغيير في إيران على حاضر على الأجندة، ويتوجب على ترامب والمهللين له معرفة أن هذا التغيير سيأتي من داخل إيران".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
Getty Images
اتهم ترامب باكستان بالكذب على إدارته

ترامب وباكستان

ونطالع في صحيفة الديلي تلغراف مقالاً لكون كوغلين تناول فيه قرار الرئيس الأمريكي ترامب تعليق المعونة الأمنية التي تقدمها بلاده إلى باكستان.

وقال كاتب المقال إن "واشنطن أعطت إسلام آباد الكثير من الأموال وغضت النظر عن ازدواجية معاييرها".

وأضاف أن "ترامب ينظر إلى الأشياء من معايير تجارية ويقيم الأمور بصورة عملية وهادئة ليحصل على أفضل صفقة لصالح الشعب الأمريكي"، مشيراً إلى أنه اتبع هذا الأمر مع كوريا الشمالية.

وأردف أن "ترامب اتبع هذه السياسة مع إيران التي تتدخل دوماً في شؤون الدول العربية المجاورة لها، كما تدعم العديد من الجماعات الإرهابية".

وتابع القول إن "تعليق ترامب للمعونة الأمنية لباكستان، جاء من منطلق نظرته التجارية للأمور، إذ توصل ترامب إلى نتيجة مفادها أن واشنطن لا تحصل على قيمة فعلية مقابل الأموال التي دفعتها لباكستان على مدى 15 عاماً و البالغ إجمالها 35 مليار دولار أمريكي".

وأشار إلى أن "إدارة ترامب ظهره لباكستان لن يكون قراراً خالياً من العواقب، إذ أن العمل على فرض الاستقرار فيها يصبح أكثر صعوبة من دون تعاون الباكستانيين أنفسهم، لاسيما في إسلام آباد".