أولت صحف تونسية وسودانية اهتماما بأخبار الاحتجاجات التي نظمت اعتراضا على غلاء الأسعار في تونس ورفع سعر الخبز في السودان.

ويتساءل عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية إذا كانت "إيران خرجت بأقل الخسائر من نفق الاحتجاجات، فهل دخلته دول أخرى مثل تونس والسودان؟"

ويربط عطوان بين "الربيع العربي" حيث انطلقت الشرارة الأولى من تونس و"الربيع الإيراني" الذي تلته الاحتجاجات التونسية مرة أخرى.

ويقول الكاتب: "تونس التي دخلت التّاريخ الحديث كحاضنة للشّرارة الأولى لثورات 'الرّبيع العربي'، كانت السبّاقة في التقاطِ شرارة 'الرّبيع الإيراني'".

"اختبار شعبي"

واعتبرت جريدة "الصباح" التونسية أن قانون المالية لعام 2018 بات أمام "اختبار شعبي".

وتصاعد الغضب في الشارع التونسي منذ إعلان الحكومة عن عزمها رفع أسعار البنزين وبعض السلع، وزيادة الضرائب على السيارات والاتصالات الهاتفية والإنترنت والإقامة في الفنادق وبعض المواد الأخرى اعتبارا من الأول من يناير / كانون الثاني.

ولخّصت صحيفة "المغرب" التونسية الأوضاع في عدة ولايات على خلفية الأوضاع الاجتماعية المتوترة فقالت: "الساقية، الكاف، القصرين، تالة، وضع اجتماعي متوتر: إضراب عام، 'ديقاج' للوالي.. غلق الطرقات، احتجاجات ومواجهات مع الأمن".

وانتقدت بعض الصحف أعمال العنف التي صاحبت الاحتجاجات، فقالت جريدة الشروق "الاحتجاجات مشروعة ولكن لا للتخريب".

في السياق ذاته، اعتبرت خالصة حمروني من جريدة "الصحافة اليوم" هذه الاحتجاجات بأنها "حق يراد به باطل".

وأضافت أن هذا الاحتجاج "لا اسم له.. لا مبرر له.. لكن في المقابل نتائجه وخيمة. هذا 'الشيء' الذي اختلف البعض في تسميته واختلف البعض في قراءته واختلف البعض في تحليل دوافعه اندلع من 'لا شيء' لتنتشر موجاته بسرعة ويعم كافة البلاد ليخلف أينما حل صورة مشوّهة وفوضى عارمة".

"لن تسلم الجرّة"

وتناولت الصحف في السودان الاحتجاجات التي نظمت بعد رفع أسعار الخبر والإجراءات التي اتخذتها الحكومة بشأنها.

فقالت جريدة "الصحافة" إن السلطات المحلية في ولاية الخرطوم كوّنت "شرطة لحماية المستهلك وضبط الأسواق"، وأنها أقرَّت كذلك حزمة من الإجراءات "لتخفيف أعباء المعيشة".

وتعليقاً على الاحتجاجات، توقّع سيف الدولة حمدناالله من موقع "سودانيل" أن تتسع دائرة المحتجين، قائلا: "لن تسلم الجرة هذه المرة"، وأضاف: "غداً سوف يأتي اليوم الذي يرى فيه الشعب كيف تعود المسيرات المليونية للشارع".

ويشير الكاتب إلى أن وجه الاختلاف في الاحتجاجات هذه المرة "أن الشعب قد وقف بشكلٍ أوضح على حقيقة أن يأكل من فضلات الذين تسبّبوا له في هذا العُسر، فالذين يطلبون من الشعب الصبر على هذه الشدائد ليس من بينهم من يكتوي بلظاها!!".

أما الصادق الرزيقي من صحيفة "الانتباهة" فيسخر من الاحتجاجات التي تأتي على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفاً إيّاها بأنها تجلب "السخرية والضحك لدى أوساط الشعب السوداني".

ويضيف: "من يدخل الفيسبوك وبقية وسائل التواصل الاجتماعي، سيجد بالفعل أنواعاً من هذه الجوقة الثورية ترتدي زي البهلوانات في حلبات السيرك وهم يلوكون شعارات الثورة الطيفية المستحلبة من ضروع التخاطر عن بعد والتنويم المغناطيسي الالكتروني لشعب كامل يعرف من هم الثوار الحقيقيون الذين إن أرادوا الثورة الحقيقية لخرجوا إلى شوارع الخرطوم بصدورهم الواثقة وتخضبوا بدمائهم وواجهوا صعابها وتحدياتها وقدموا قدوة للشعب ليسير وراءهم".

من ناحية أخرى، نقل موقع ميدل ايست اونلاين عن رؤساء تحرير ست صحف سودانية قولهم إن "جهاز الأمن والمخابرات صادر نسخها الأحد بسبب انتقادها زيادة اسعار الخبز".