غيرت تركيا رسميا اسم الشارع الذي تقع فيه سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في خطوة رمزية أعقبت خلافا دبلوماسيا بين البلدين.

ووضعت بلدية العاصمة التركية، أنقرة، لافتة في مدخل الشارع تقول "جادة حامي المدينة، شارع فخر الدين باشا"، وهو اسم القائد العثماني الذي كان في المدينة المنورة في الحجاز (غرب المملكة العربية السعودية حاليا) مطلع القرن الماضي وانتقده وزير الخارجية الإماراتي في وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال رئيس بلدية أنقرة، مصطفى تونا، في تغريدة كتبها في ختام أول اجتماع للمجلس البلدي للعاصمة هذا العام الإثنين"إن الشارع رقم 613 بات يحمل اسم شارع فخر الدين باشا".

وكان الوزير عبد الله بن زايد آل نهيان أعاد نشر تغريدة تتهم فخر الدين باشا بنهب وسرقة المدينة المنورة عوضا عن الدفاع عنها، قائلا إن هؤلاء هم أسلاف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وقالت التغريدة "إن الأتراك سرقوا أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة، فهؤلاء أجداد أردوغان".

وتقول تقارير إعلامية إن كاتب التغريدة الأصلي هو طبيب أسنان عراقي مقيم في ألمانيا، اتهم القائد العثماني بأنه "ارتكب جريمة بحق شعب المدينة وسرق أموال" سكانها، كما اتهمه بتهجير قسم من السكان ونقلهم إلى سوريا واسطنبول بالقطارات، عندما كان واليا على المدينة في الفترة ما بين 1916 - 1919.

وقد اثارت إعادة الوزير الإماراتي لنشر التغريدة غضب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي قال في اجتماع مع مسؤولين محليين في مجمع القصر الجمهوري في أنقرة مخاطبا الوزير الإمراتي من دون ذكر اسمه "أين كنتم عندما كان فخر الدين باشا يدافع عن المدينة؟".

واضاف أردوغان إن فخر الدين باشا لم يدافع فقط عن المدينة بل حكمها أيضا بالعدل.

واعتبر تشوية "البعض" لفخر الدين باشا ودفاع الدولة العثمانية عن المدينة أمرا متعمدا.

ودعا أردوغان الوزير الإماراتي إلى "أن يعرف موقعه" واصفا ما نشره بأنه "إفتراء"، متهما دولة الامارات بإنها أُفسدت جراء "المال والنفط".

أردوغان
Reuters
أردوغان قال إن فخر الدين كان في المدينة لا ليسرق بل ليحمي المنطقة من الاحتلال

وقد استدعت الخارجية التركية حينها القائم بأعمال السفير الإماراتي فيها للاحتجاج على تعليقات الوزير .

وتنظر دولة الإمارات العربية، التي تعد حليفا مقربا من الولايات المتحدة، الى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ذي الجذور الإسلامية بوصفه حليفا داعما لتيارات إسلامية، تعارضها الإمارات في العالم العربي.

وتوترت العلاقات بين الإمارات وتركيا بسبب تأييد الأخيرة لدولة قطر، بعد أن فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر عقوبات على الدوحة، في يونيو/ حزيران الماضي، حيث اتهمت الدول الأربع قطر بدعم الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الدوحة.

وقال رئيس بلدية أنقرة في تغريدته باللغة التركية "ابتداء من اليوم، بات العنوان البريدي لسفارة الإمارات 'جادة حامي المدينة، شارع فخر الدين باشا' تهانينا".

وسبق لإيران أن غيرت في عام 1981 اسم الشارع الذي تقع فيه السفارة البريطانية في طهران ليحمل اسم بوبي ساندز، عضو الجيش الجمهوري الايرلندي الذي توفي بعد أضرابه عن الطعام في السجن. .