لندن: تخضع مواقع التواصل الاجتماعي في إيران لرقابة صارمة ولكن فائدتها، بما في ذلك لتنظيم الاحتجاجات، تدفع كثيراً من الإيرانيين الى التحايل على الرقيب. وبعد الاحتجاجات الأخيرة في إيران اصبحت القيود أشد صرامة وأُغلقت بعض الشبكات الاجتماعية موقتاً. 

وأجبر هذا الاجراء كثيراً من غير المتمرسين ومستخدمي الانترنت القدامى على استخدام شبكات اتصال خاصة افتراضية في هواتفهم المحمولة. وتعمل هذه التقنية بتوجيه حركة الانترنت عبر كومبيوترات وشبكات مختلفة وتستطيع عملياً ان تخدع الرقيب بجعل المستخدم "يبدو" خارج إيران. 

ولكن السلطات تعرف هذه الحيلة ويطارد الرقيب شبكات الاتصال الخاصة الافتراضية، فيما يبحث الإيرانيون الاعتياديون عن طرق جديدة للافلات منه في لعبة القط والفأر. أدناه بعض القضايا ذات العلاقة بطريقة الإيرانيين في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت. 

1 قنوات التواصل الاجتماعي الرئيسية في إيران

تلغرام وانستاغرام في الصدارة، لأنهما أغلب الأوقات لا يتعرضان للحجب رغم التضييق على تلغرام، وهو تطبيق للتراسل الفوري على غرار واتس آب وفايسبوك مسنجر في حين ان انستاغرام شبكة تملكها شركة فايسبوك لتبادل الصور الفوتوغرافية. 

2 فايسبوك وتويتر

كلاهما محجوبان رسمياً، لكنّ كثيراً من المستخدمين ينشطون على تويتر بطرق أخرى. وعلى سبيل المثال أن لدى حساب بي بي سي الفارسي على تويتر نحو مليون متابع. وعمومًا، فإن الإيرانيين يستخدمون تلغرام وكأنه تويتر وانستاغرام كأنها فايسبوك. 

3 شبكات أخرى

لم يكن تطبيق واتس آب ذا شعبية قط في إيران، ولكن منع تلغرام مؤخرًا دفع كثيرين اليه. وهناك تطبيقات اخرى، لكنّ كثيرًا من المستخدمين لا يثقون بها للحفاظ على خصوصية رسائلهم وتأمينها.

4 سبب شعبية تلغرام

اتجه الإيرانيون الى تلغرام بعد حجب تطبيق فايبر للتراسل الفوري. وجرى تسويق تلغرام بوصفه تطبيقاً "مأمونًا" جعله ذا شعبية واسعة بين الإيرانيين الذين يحذرون الرقابة. ويستخدم زهاء 40 مليون إيران تطبيق تلغرام، أو نصف السكان. 

5 استعمالات تلغرام في إيران

التراسل الشخصي والترفيه والأعمال وحتى الجريمة. 

يستخدم الإيرانيون مجموعات خاصة للبقاء على اتصال بالأهل والاصدقاء في الداخل والخارج. ولكنهم يستخدمون القنوات العلنية للترفيه والأعمال والتعليم والاخبار. وهناك مئات الآلاف من هذه القنوات. 

وحققت هذه القنوات بحسم الارقام الرسمية اكثر من 20 مليون دولار في 2017 قبل المنع. وتستأثر حركة تلغرام بنحو 40 في المئة من عُرض نطاق الانترنت الدولي في إيران، ويُقدر ان 66 في المئة من جرائم الانترنت ترتبط بهذا التطبيق. 

6 تنظيم الاحتجاجات عن طريق الشبكات الاجتماعية في إيران

يُعتقد ان تلغرام كان المنصة الرئيسية التي استخدمها الإيرانيون للحصول على المعلومات وتبادلها خلال الاحتجاجات. ويُقال إن اول دعوة للمشاركة في الاحتجاجات في مدينة مشهد كانت عبر قنوات تلغرام المحلية. وكان يجري تناقل اماكن التجمعات ومواعيدها عبر هذه القنوات. 

7 سبب الاستمرار في حجب تلغرام وغيره من المنصات

تتدخل اطراف متعددة لحجب أو فتح هذه الشبكة الاجتماعية أو تلك بينها الحكومة والسلطة القضائية والقادة الدينيون والأحزاب السياسية وقطاع الأعمال. ويميل رجال الدين والعناصر المحافظة في السلطة الى فرض قيود أشد صرامة على هذه الشبكات. ومعروف أن المرشد الأعلى علي خامنئي يتابع تطورات الانترنت عن كثب. 

وبسبب تعدد مراكز القوى وتداخلها في إيران ليس من السهل الاجابة عن سؤال مثل "لماذا تحجب إيران فايسبوك ولا تحجب انستاغرام؟".

8 لماذا لا تمنع السلطات إيرانية هذه المنصات نهائياً؟

لعل الجواب يكمن مرة أخرى في صراع المصالح السياسية والمالية داخل السلطة الإيرانية. فهناك نحو 41 مليون مستخدم للانترنت في إيران وزهاء 50 مليوناً لديهم هواتف ذكية. وفرض منع شامل على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن ان يثير استياء عارماً ويدفع مزيداً من الإيرانيين الى شبكات الاتصال الخاصة الافتراضية. يضاف الى ذلك ان كثيراً من الأعمال والشركات تعتمد على الانترنت بينها شركات مربحة يملكها افراد لهم علاقات قوية بالنظام. 

ولدى المحافظين ايضاً دوافع لإبقاء الشبكات الاجتماعية مفتوحة واستخدامها في حملات لدعم المرشد الأعلى، بما في ذلك استخدام منصات ممنوعة مثل تويتر. وكما في بلدان اخرى، فإن السياسيين يستخدمون هذه الشبكات للتواصل مباشرة مع مؤيديهم. 

9 الى أي مدى تمتثل شركات الشبكات الاجتماعي لمشيئة السلطات الإيرانية 

مرة أخرى ليس من السهل الاجابة. ولكن القضية الرئيسية بين النظام الإيراني والشركات التكنولوجية انه يريد ان تُتاح له امكانية الحصول على معلومات عن المواطنين والمعارضين لاحكام سيطرته على المجتمع. من جهة اخرى، تحتاج السلطات الإيرانية الى تعاون هذه الشركات بشأن قضايا مثل الاباحية وما تسميه "الأخلاق الاسلامية". 

يبدو ان منع تلغرام لم يكن مجدياً كما كانت السلطات تتمنى. وتبين الأرقام ان حجم المحتوى المنشور على اكثر من 600 الف قناة عامة فارسية لم يسجل أي هبوط محسوس بل انه اتسع مرة أخرى بعد ايام قليلة على المنع. ومن الواضح ان مزيداً من الإيرانيين يلجأون الى شبكات الاتصال الخاصة الافتراضية ويستخدمون الانترنت بالالتفاف على اجراءات الرقيب. 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.bbc.co.uk/news/blogs-trending-42612546