إيلاف من لندن: مع غلق المفوضية العراقية العليا للانتخابات لتسجيل التحالفات السياسية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، فإن الاحزاب المشكلة لها طغت عليها المذهبية والعرقية مع بعض الاستنثناءات القليلة حيث أطلت من خلالها الوجوه نفسها المنخرطة في العملية السياسية التي يشهدها العراق منذ 14 عاما.

ومن بين الاستثناءات التي شهدتها هذه التشكيلات التي ستخوض الانتخابات المقررة في 12 مايو المقبل تحالف الحزب الشيوعي مع التيار الصدري وتحالف اياد علاوي (شيعي) مع شخصيتين سنيتين نافذتين، هما سليم الجبوري رئيس البرلمان وصالح المطلك نائب رئيس الوزراء سابقا.

انتهاء تسجيل الائتلافات السياسية

وقد أعلن رئيس الادارة الانتخابية رياض البدران مساء امس عن انتهاء المفوضية من استقبال طلبات التسجيل للتحالفات الانتخابية.

وأشار إلى أنّ الاحزاب السياسية المجازة وعددها 204 أحزاب والتي لم تدخل في التحالفات الانتخابية ستشارك بصورة منفردة في الانتخابات المقبلة. وأوضح ان المفوضية ستستقبل قوائم اسماء المرشحين للاحزاب حتى العاشر من الشهر المقبل. 

ودعا جميع الاحزاب السياسية إلى تسليم قوائم مرشحيها إلى المفوضية لغرض اتخاذ الاجراءات المنصوص عليها في القوانين والانظمة المتبعة. ولم يشر المسؤول الانتخابي إلى عدد التحالفات المسجلة حين اغلاق استقبال الطلبات الا انه كان أشار ظهر امس إلى أنّه وصلت إلى 31 تحالفا.

أبرز التحالفات

وكشفت ميسون الدملوجي الناطق الرسمي بإسم ائتلاف الوطنية بزعامة علاوي ان الائتلاف اقر انضمام أكثر من 30 كتلة وتيارًا اليه لخوض الانتخابات القادمة وتشكيل تحالف استراتيجي وطني لبناء دولة مدنية تضمن حقوق جميع العراقيين تحت خيمة الوطن. 

وأشارت في تصريح لـ "إيلاف" أن الاجتماع صادق على منهاج ائتلاف الوطنية الرافض للطائفية والمحاصصة المقيتة، ودعا إلى دولة المواطنة التي تقوم على العدل والمساواة حيث سيخوض الائتلاف الانتخابات في جميع محافظات العراق.

ومن أبرز الشخصيات المنضمة إلى الائتلاف سليم الجبوري رئيس الحزب الاسلامي العراقي وصالح المطلك رئيس القائمة العربية.

أما التيار الصدري فقد شكل تحالفًا يضم عدة قوة سياسية ويحمل اسم "الثائرون" من بينها حزب الاستقامة الوطني والحزب الشيوعي العراقي أضافة إلى العديد من القوى السياسية بمباركة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وترأس نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي تحالف "إئتلاف دولة القانون" وهو يضم حزب الدعوة الإسلامية وحركة النور وتيار الوسط والحزب المدني وحركة البشائر الشبابية وكتلة معاً للقانون والتيار الثقافي المدني وحزب دعاة الاسلام وتيار الوسط.

أما رئيس الوزراء حيدر العبادي فقد شكل تحالف "الفتح المبين" ويضم عدداً من الشخصيات المستقلة والكيانات السياسية من بينها كتلة عطاء بزعامة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض وكتلة نينوى بزعامة وزير الدفاع السابق خالد العبيدي. ومن بين قوى هذا التحالف ايضا منظمة بدر وحركة عصائب اهل الحق وكتلة منتصرون وبعض التشكيلات السياسية المسجلة. 

اما بالنسبة للاحزاب الكردية، فقد شكل تحالف الديمقراطية والعدالة وحركة التغيير والجماعة الاسلامية قائمة مشتركة لخوض الانتخابات في المناطق المتنازع عليها تحت اسم "القائمة الوطنية".

ومن جانبهم، أعلن عرب محافظة كركوك عن تشكيل تحالف انتخابي واحد يضم عددًا من الأحزاب والتجمعات في المحافظة برئاسة راكان سعيد الجبوري محافظة كركوك وكالة ويضم عدداً من الأحزاب والتجمعات من بينها المؤتمر الوطني العراقي برئاسة آراس حبيب والمشروع العربي في العراق برئاسة الشيخ خميس الخنجر.

كما شكلت كتل وأحزاب مسيحية وآشورية وكلدانية مختلفة تمثل مناطق سهل نينوى وبغداد وكركوك تحت اسم تحالف الرافدين.

24 مليون عراقي يحق لهم التصويت 

وقالت مفوضية الانتخابات ان 24 مليون عراقي من بين 36 مليون نسمة هو عدد سكان العراق يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة.

وتجري الانتخابات العراقية في 18 دائرة انتخابية تمثل عدد محافظات البلاد ينتخب كل منها بين سبعة إلى 34 نائبًا استنادًا إلى التعداد السكاني لكل منها فيما يتم تخصص ثمانية مقاعد للأقليات خمسة منها للمسيحيين ومقعد واحد لكل من الصابئة والإيزيديين والشبك.

وتمتد ولاية مجلس النواب العراقي الذي يضم 328 مقعداً أربع سنوات. وجرت آخر انتخابات تشريعية في 30 أبريل عام 2014. 

وباستثناء انتخاب رئيس الوزراء يتعين على الأحزاب التي تتقاسم مقاعد البرلمان الاتفاق على رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان، حيث يسود في العراق عرف اتفقت عليه الكتل السياسية يقضي بتقاسم الرئاسات الثلاث فتكون رئاسة الجمهورية للأكراد ورئاسة الوزراء للشيعة ورئاسة البرلمان للسنة.