سرق الرئيس الأميركي الأضواء كعادته يوم الخميس الفائت، بعدما تناقل الإعلام الأميركي تصريحًا له خلال اجتماعه بعدد من أعضاء مجلس الشيوخ، وصف خلاله المهاجرين القادمين من هايتي وسلفادور والدول الأفريقية بالقادمين من دول القذارة.

إيلاف من نيويورك: التصريح المثير للجدل الذي خرج به ترمب حجب الأنظار عن مخطط نفذه أحد كبار مستشاريه، ستيفن ميلر، الذي يحاول منع التوصل إلى أي اتفاق بين الحزبين يتعلق بقضية الحالمين أو ما يُعرف ببرنامج (داكا).

بنود الإتفاق
الرئيس الأميركي الذي يتعاطى مع قضية الحالمين من خلفية رجل الأعمال، يسعى إلى المقايضة مع الديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب عبر توقيع اتفاق (أصبح بحكم المنجز)، مدعوم من الحزبين، لا يرحّل الحالمين من البلاد، وفي المقابل يتم فرض قيود جديدة على الهجرة، وتحصل الإدارة على تمويل مالي ضخم لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك، وتنفيذ مشاريع تتعلق بالبنى التحتية.

ويعمل السناتور الجمهوري ليندساي غراهام، والديمقراطي، ديك دوربين على تقريب وجهات النظر وتذليل العقبات، ولذلك كان من المقرر أن يلتقي الرجلان يوم الخميس الفائت مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الراغب بدوره في التوصل إلى حل من أجل مراكمة إنجازاته.

صدمة في البيت الأبيض
الرجلان اللذان كانا يعتقدان أنهما سيلتقيان الرئيس على انفراد، وسيضعانه في تطورات التفاهمات المنجزة، واقترابهما من التوصل إلى الاتفاق، أصيبا بالصدمة فور وصولهما إلى البيت الأبيض، بعد رؤيتهما لكوكبة من المشرعين الجمهوريين تنتظرهما للمشاركة في اللقاء.

أشد المعادين لبقاء الحالمين، والمناهضين للهجرة كـ"توم كوتون، وديفيد بيردو، وبوب غودلات، وكيفن ماكارثي" كانوا بانتظار الثنائي في البيت الأبيض. صحيفة ذا هيل أشارت إلى أن هذه الخطوة دبّرها ستيفن ميلر، بهدف تدمير أي صفقة قد تلوح في الأفق.

كمين ميلر
ويُعد ميلر الذي يبلغ من العمر 32 عامًا، من أبرز دعاة إصلاح قانون الهجرة، ويُعارض بشكل كبير الجهود التي تهدف إلى توفير الحماية القانونية لأولئك الذين يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني، كما سبق له وعمل كمساعد لعضو مجلس الشيوخ السابق، وزير العدل الحالي، جيف سيشنز.

ورغم تصريح ترمب الذي أثار انتقادات عنيفة ذلك اليوم، إلا أن حضور المشرعين الجمهوريين لفت أنظار المتابعين والعاملين على خط التوصل إلى الإتفاق، فخرجوا بانطباعات سلبية متحدثين عن كمين ميلر، الذي يحاول استغلال قوته في البيت الأبيض حاليًا لضرب أي اتفاق لا يروق المحافظين.

نفي البيت الأبيض
البيت الأبيض من جهته نفى أن يكون ميلر قد وجّه الدعوات بغية ضرب الاتفاق، وبحسب مسؤول كبير فإن الرئيس ترمب اختار دعوة عدد من الشخصيات لسماع وجهات النظر المختلفة، ومن بينهم آريو دياز بالارت، محامي إصلاح الهجرة في جنوب فلوريدا، وستيفن ميلر، ورئيس أركان موظفي البيت الأبيض جون كيلي، ووزيرة الأمن الداخلي كريستين نيلسن.

خروج ستيفن بانون من الإدارة وانقطاع العلاقة بينه وبين ترمب، ساهم في بزوغ نجم ستيفن ميلر أكثر فأكثر، والأخير أصبح ممثل المحافظين الوحيد تقريبًا في البيت الأبيض، ولذلك يحاول الدفع باتجاه عرقلة أي اتفاق بخصوص داكا، وهذا ما دفع حاكم ولاية فرجينيا السابق، تيري ماكوليف، إلى دعوة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى توقيع الاتفاق، مدعومًا من الحزبين، ونسيان ستيفن ميلر.