«إيلاف» من بيروت: يطرح التفجير الذي استهدف قياديًا في حركة حماس بعبوة ناسفة فُجرت عن بعد في سيارة كان على وشك أن يستقلها من أمام منزله في محلة البستان الكبير في مدينة صيدا، أكثر من علامة استفهام حول ما مدى فرضية عودة موجة التفجيرات مجددًا إلى لبنان، خصوصًا أن الحديث اليوم عن توافق إقليمي من أجل النأي بلبنان عن أي تفجير أمني.

يشير فرنسوا أبو خليل إلى أن " البصمات الإسرائيلية واضحة في هذه العملية وبطبيعة الحال فإن ثمة أدوات محلية يُعتقد أنها هي التي نفذت، خصوصًا أنه سبق لإسرائيل أن استخدمت هذا الأسلوب في استهداف شخصيات لبنانية وفلسطينية ناشطة، والخوف برأيه من عودة التفجيرات إلى لبنان لا يزال قائمًا، رغم التطمينات الدولية بضرورة الحفاظ على أمن لبنان وإستقراره. "

هاجس دائم

يقول معين ساسين "إن الانفجارات وهواجسها لم تبرح اللبنانيين يومًا، غير أن اللبناني إعتاد على هذا النمط، وبرأيه فرضية عودة التفجيرات هي أمر مرجح، ولا يعتمد ساسين أي طريقة لتجنب فرضية الانفجارات، لأن برأيه كل المناطق مهددة في لبنان، فالإرهاب برأيه لا يضرب لبنان لوحده بل يضرب كل العالم، ولا توجد منطقة بمنأى عن أي استهداف، رغم أن الجيش اللبناني يبقى حريصًا على أمن لبنان، وساهرًا من أجل درء أي اعتداء أمني على البلد."

كل لبنان مهدد

جهاد أبو فاضل يشير إلى أن الاحتياطات من التفجيرات كان شغل لبنان الشاغل في الفترات السابقة، واليوم خف هاجس التفجيرات، غير أنه لا يزال يلاحقنا خصوصًا عندما نختار المناطق التي يجب أن نقصدها ولن يقتصر الأمر إذا أراد "الإرهاب" أن يستفحل على منطقة محددة من لبنان.

ويلفت أبو فاضل إلى أن عودة التفجيرات إلى لبنان باتت إحتمالاً مفتوحًا كون لبنان مرتبطاً بها، رغم قدرته الأمنية الكبيرة من جيش وقوى أمن لحماية نفسه، ولاحظنا أخيرًا، أن السيارات المفخخة إنخفض عديدها كثيرًا حتى كادت لا تذكر، مع تغيير المعطيات على الأرض.

القوى الأمنية

منير جحشان يأمل أن تكون القوى الامنية على الارض قادرة على ضبط كل تلك الموجة من التفجيرات التي يُروج لها، والعملية في لبنان تبقى نفسية أكثر مما هي أمنية.

ويؤكد أن الخطاب السياسي اليوم يجب الابتعاد فيه عن تجييش الحشود 

ومن يضع المتفجرات لا يسأل عن حياة المواطنين، ما يهمه الخراب والفتن، وينفذ اوامر يقبض ثمنها.

فترة طويلة

دعد خوري تشير الى أن لبنان كان دخل دوامة التفجيرات من فترة طويلة، فكل مرحلة يُحذَّر المواطن من سيارات دخلت وأخرى ستدخل تحتوي على التفجيرات، ولا نهاية لتلك الدوامة برأيها، لأن لا قرار سياسياً جدياً بالاتفاق اليوم بين الفرقاء، واذا لم نحصل على اتفاق سياسي ينعكس اتفاقًا امنيًا على الأرض اللبنانية، سنبقى بدوامة التفجيرات، والتحذيرات تبقى خلال فترات الاستهدافات الكثيرة من التجمعات والذهاب الى "المولات" وغيرها من المؤسسات الاقتصادية، وخصوصًا اننا بدأنا بالاقتراب من فترة الانتخابات النيابية، والتي تحتاج الى أمن وإستقرار من أجل اجرائها في لبنان.