«إيلاف» من بيروت: ماذا بعد قرار القضاء الأميركي انشاء وحدة خاصة للتحقيق حول تورط حزب الله في الإتجار بالمخدرات، وتسريب معلومات عن ارسال وحدة تحقيق تضم أكثر من 10 أعضاء لجمع معلومات حول ما تعتبره شبكات تجارة المخدرات التي يستفيد منها الحزب لتمويل نشاطاته داخل لبنان وخارجه، تمهيدًا لرفع تقرير الى القضاء الاميركي لاتّخاذ الاجراءات المناسبة لتفكيكها؟ وما هي التداعيات المرتقبة للقرار الأميركي على الاقتصاد اللبناني؟

يؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة في حديثه لـ"إيلاف" أن هذا القرار هو بالدرجة الأولى لتطويق إيران أكثر مما هو لتطويق حزب الله، وقانون العقوبات ضد حزب الله من قبل الأميركيين يفتح الباب للرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يطال من خلاله إيران، لأنه لا يمكن أن يطالها قانونيًا بسهولة، بخاصة أن إيران تلتزم بالإتفاق النووي، لذلك هناك صعوبة في أن تطال أميركا إيران قانونيًا، من هنا هو ترمب بحاجة إلى إثباتات لكي يطال إيران من خلال حزب الله، وحزب الله بوجهة نظر الإدارة الأميركية، بحسب تحليل عجاقة، يُنظر إليه كأداة إيرانية لا أكثر ولا أقل، ويتمنى الأميركيون أن يجدوا أي إجراء يطال إيران، وهذا القرار موجه حصريًا ضد إيران، أما التداعيات على اقتصاد لبنان، فتبقى أن الأميركيين حريصون على ثبات الوضع في لبنان، ومن جهة أخرى تريد أميركا وضع عقوبات على حزب الله، حيث تعتبره أميركا إرهابيًا، ومهما كانت العقوبات أو الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأميركية بحق حزب الله كنتيجة التحقيقات التي ستقوم بها اللجنة المذكورة، ستكون محدودة بسبب حرص أميركا على المحافظة على استقرار لبنان.

العقوبات والقرار

وردًا على سؤال هل يندرج القرار الأميركي الأخير من ضمن لائحة العقوبات الإقتصادية التي قررتها أميركا ضد حزب الله؟ يجيب عجاقة أن الإشكالية تبقى أن هناك انتشارًا عالميًا أكبر لحزب الله من إيران، وأميركا غير مقتنعة أن يكون حزب الله بهذا الحجم، وهناك شبكة باعتقاد الأميركيين تتخطى قدرات حزب الله، ويمكن أن تظهر التحقيقات بحسب الأميركيين أن أعمال حزب الله تبقى غطاء لإيران بالتحديد أكثر مما هي أعمال لحزب الله.

ويضيف عجاقة أن عمل الاميركيين في التحقيقات التي ذكروها يبقى غير سهل، لأنه سيتم التحقيق على الصعيد الدولي وسوف يستهلك الأمر وقتًا وأموالًا طائلة كي تستطيع كل تلك التحقيقات أن تأتي بإثباتات حسية.

لذلك يبقى القول إن إيران هي المستهدفة الأولى من تحقيقات أميركا باعمال حزب الله.

موقف الحكومة

عن موقف الحكومة اللبنانية التي تتضمن أعضاء من حزب الله فيها بالنسبة للقرار الأميركي الأخير، يلفت عجاقة إلى أن الحكومة اللبنانية لن تستطيع اتخاذ أي موقف لأن التجارب أثبتت من خلال العقوبات الإقتصادية الأميركية السابقة على حزب الله والأزمات اللاحقة ان الحكومة لن تتخذ موقفًا، ولا أحد يستطيع أن يواجه الأميركيين لأن أميركا حينها تقضي على لبنان اقتصاديًا، والدولة اللبنانية بتركيبتها السياسية عاجزة أن تواجه وتأخذ أي إجراء، وهناك استحالة أن تأخذ الحكومة اللبنانية موقفًا مع أو ضد القرار الأميركي، وأعضاء اللجنة الأميركية وصلوا الى بيروت وبدأوا بالتحقيقات، هناك مواقف سياسية ستتخذ بالتأكيد، فالأحزاب المعارضة لحزب الله سوف تشيد بالقرار وسوف تستفيد منه للتصويب باتجاه حزب الله، والأحزاب المؤيدة لحزب الله سوف تقول إن حزب الله هو "مقاوم"، وبالتالي أميركا تستهدفه في هذا الموضوع.