بيروت: دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الأربعاء سعي واشنطن لتشكيل قوة أمن حدودية في سوريا، مبدياً رفضه سيطرة المقاتلين الأكراد على المناطق التي تم طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها.

وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الأحد أنه يعمل على تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سوريا، بعد تراجع حدة المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية، في خطوة استدعت تنديد كل من أنقرة ودمشق وطهران.

وأبدى الائتلاف المعارض في بيان ادانته "المخطط الأميركي الرامي إلى تشكيل قوة حدودية شمال شرق سوريا" معلناً "رفضه أي ذرائع أو مزاعم تسعى لتسويق مثل هذه المشاريع".

وشدد على "أهمية الجهود التي بذلت لمحاربة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش الإرهابي".

واكد أنه "ليس مقبولاً وضع الأراضي التي تحررت من الإرهاب تحت سلطة تنظيم (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) أو غيره من التنظيمات ذات الأجندات التي تتعارض مع أهداف الثورة السورية وترتبط بالنظام وقوى الاحتلال".

وحققت وحدات حماية الشعب الكردي، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، بدعم أميركي سلسلة انتصارات بارزة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، آخرها طرده من مدينة الرقة، معقله الأبرز سابقاً في سوريا.

وتحمل المعارضة السورية على المقاتلين الأكراد وقوفهم على "الحياد" منذ اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011 وعدم تصديهم لقوات النظام السوري.

وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة ونظام فدرالي في ثلاث مناطق في شمال البلاد.

وبحسب التحالف الدولي، من المقرر أن يكون نصف عديد القوة الأمنية من عناصر قوات سوريا الديموقراطية والنصف الآخر من مقاتلين سيتم تجنيدهم، على أن يتمركزوا "على طول حدود المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لتشمل أجزاء من وادي نهر الفرات والحدود الدولية في شرق وشمال المناطق المحررة".

وإثر اعلان التحالف، اعتبرت أنقرة الأحد أن واشنطن بهذه الخطوة "تعطي شرعية لمنظمة ارهابية" في اشارة الى المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم "ارهابيين". وتعهد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء تدمير "اوكار الارهابيين" في شمال سوريا.

وأعلنت دمشق الاثنين ان "سوريا تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أميركية خائناً للشعب والوطن وستتعامل معه على هذا الأساس".

وعدّت حليفتها طهران الثلاثاء الخطوة بأنها "تدخل سافر للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى".

ويثير الدور المتصاعد للأكراد قلق كل من أنقرة التي تخشى حكماً ذاتياً كردياً على حدودها، ودمشق التي طالما أكدت نيتها استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد.