الدار البيضاء: فتحت السلطات القضائية بمدينة الدار البيضاء المغربية تحقيقا في قضية تعذيب خادمة تتحدر من جنوب المغرب على يد مشغلتها. 

القضية فجرتها جمعية إنصاف التي تعنى بخادمات البيوت، حين توصلت بإخبارية تفيد بوجود خادمة تدعى لطيفة و تنحدر من مدينة زاكورة (جنوب المغرب) تبلغ من العمر 22 سنة، ترقد بإحدى المصحات، وتعاني من نزيف حاد وكسور وجروح وحروق من الدرجة الثالثة إثر التعذيب الوحشي الذي تعرضت له على يد مشغلتها. 

وقال عمر سعدون المسؤول عن برنامج محاربة تشغيل الخادمات الصغيرات بجمعية إنصاف لـ "إيلاف المغرب" إن الفتاة رفضت في البداية التصريح بكونها تعرضت للتعذيب على يد مشغلتها، حيث قالت إن الأمر مجرد حادث منزلية بسيط، قبل أن تقر بأن مشغلتها عرضتها لأبشع أنواع التعذيب من ضرب وحرق وكي في أنحاء متفرقة من جسدها.

وأضاف سعدون أن الضحية خضعت أمس الثلاثاء لعملية جراحية من أجل التخفيف من المضاعفات الناتجة عن تعفنات الحروق و الجروح بجسمها، كما تم تزويدها بالدم، حيث تعرضت لنزيف حاد، أدى إلى إصابتها بفقر الدم. 

وبشان تنازل الفتاة عن متابعة مشغلتها، قال سعدون إن ذلك كان في مرحلة أولى، حين كانت الفتاة محتجزة داخل البيت في وضع صحي حرج، لكن التحقيقات الآن ستأخذ مجراها، وقد تم إشعار الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بالدار البيضاء، و المجلس الوطني لحقوق الإنسان، كما أن الجمعية ستنصب كطرف مدني في هذه القضية التي ستعرف طريقها للقضاء ليقول كلمته فيها. 

وأشار المتحدث إلى أن الفتاة ما زالت في وضع صحي حرج، حيث لم يتسن للجمعية تجميع كل المعطيات في هذه القضية، في انتظار أن تتماثل الضحية للشفاء، من أجل استجوابها و استجلاء الحقيقة منها. 

وأكد سعدون أن الجمعية تبنت قضية الفتاة و أنه سيتم إيداعها بمركز الإيواء التابع للجمعية فور مغادرتها المصحة بعد أن تستقر حالتها في انتظار عرضها على أنظار العدالة. 

وكانت الخادمة الضحية غادرت بيت أهلها بمدينة زاكورة، هربا من سوء معاملة زوجة أبيها، منذ سنة و ثلاثة أشهر تقريبا، لتستقر لدى إحدى الأسر وتعمل لديها كخادمة، حيث تعرضت مرة أخرى لسوء المعاملة و التعذيب.