تحوّلت "غارديان" إلى صيغة تابلويد، وخفضت تكاليفها التشغيلية، واعتمدت على تبرعات آتية من قرائها، ما ينعشها ماليًا، ويحدّ من خسائرها في العام 2018.

إيلاف من دبي: في 15 يناير الجاري، أي قبل أيام، صدرت صحيفة "غارديان" البريطانية بحلة جديدة مقتضبة، بعدما تحوّلت من شكلها الصحافي التقليدي إلى صيغة "تابلويد"، يتصدرها شعارها، بعد إعادة تصميمه ليكتب بالبنط الأسود الرصين. 
تحولات دراماتيكية
التحول الأكثر دراماتيكية أصاب ميزانية مجموعة "غارديان" الإعلامية، ناشرة "صنداي أوبزيرفر" و"غارديان" اليومية. فبعد عامين من الخسائر المثيرة للقلق، تقف المجموعة على منعطف يبشر بتحقيق التوازن المالي في هذا العام. 

إقرأ أيضاً:

وسائل مبتكرة لا تأتي على حساب جودة محتواها

كيف تستمر الصحف في زمن الأزمات؟

 

 

وبحسب تقرير نشرته "إيكونومست" البريطانية، يُعزى هذا التحول جزئيًا إلى خفض حاد في التكاليف، وهو الخفض الذي يسيطر اليوم على الصحافة المكتوبة بأسرها. وستدير "غارديان" إنجازها المالي هذا مع الاستمرار في تقديم الأخبار مجانًا على موقعها الإلكتروني، وهذه مسألة تستحق التنويه.

في يناير 2016، أبلغ ديفيد بيمسل، الرئيس التنفيذي الجديد للمجموعة، وكاثارين فاينر، رئيس تحرير "غارديان" الجديد، موظفي المجموعة بأن صندوق الهبات التابع للمجموعة، والذي يهدف إلى ضمان الاستقرار المالي للصحيفة، قد خسر نحو 100 مليون جنيه في نصف عام، ليصل إلى عتبة 740 مليون جنيه. 

تلقى بيمسل نصيحة نظرائه في مهنة الصحافة بخفض الإنفاق وتوفير الأخبار على الانترنت مقابل بدل مالي. وقام مع فينر بخفض التكاليف بنسبة 20 في المئة أو أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني. وكان آلان روزبريدجر، سلف فاينر، قد قاد الصحيفة لتحتل مكانة عالمية عالية، ولتكسب عددًا كبيرًا من قراء موقعها الإلكتروني، ملتزمًا الدقة وحرص في الإنفاق، مخفضًا عدد العاملين في المجموعة في غضون عامين إلى نحو 1500 موظف، متخليًا عن 400 موظف.

تمويل من القراء
على الرغم من ذلك، وخلافًا لعدد من الصحف، استمرت "غارديان" في تقديم الأخبار على موقعها الإلكتروني من دون مقابل، متبعةً بدلًا من ذلك نموذج العضوية، والطلب من قراء موقعها الإلكتروني التبرع بما يرونه مناسبًا للمساهمة في استمرار الصحيفة.

اليوم، تتلقى الصحيفة مساهمات مالية من نحو 600 ألف متبرع، يرفدونها بمدفوعات متكررة أو بمبالغ يدفعونها مرة واحدة. يميل القراء الأميركيون إلى اختيار "دفعة لمرة واحدة"، بحسب فاينر. 

وتقول المجموعة إن الرقم الإجمالي يصل إلى عشرات الملايين من الجنيهات سنويًا. وتقول فينر إن عائدات القراء (بما فيها 200 ألف مشترك في النسخة الورقية) تتجاوز الآن عائدات المعلنين.

لندن تنعى الصحافي الأستاذ المرموق الجريء بيتر بريستون

رحيل عراب "الطريق الثالث" في صحافة فليت ستريت

أنتجت هذه السياسة انخفاضًا مطردًا في الخسائر التشغيلية: من 57 مليون جنيه إسترليني قبل عامين إلى 38 مليون جنيه إسترليني في العام المالي الماضي، أي أقل من 25 مليون جنيه إسترليني في السنة التي تنتهي في 1 أبريل، بحسب بيمسل، الذي يتوقع تعادل الميزانية في العام المقبل. يساهم التخلي عن مطابعها الخاصة والتحوّل إلى صيغة تابلويد في توفير ملايين عدة من الجنيهات سنويًا. 


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إيكونومست". الأصل منشور على الرابط:
https://www.economist.com/news/britain/21735046-two-years-ago-newspaper-was-making-existentially-worrying-losses-next-year-it-hopes-break?frsc=dg%7Ce