شنّت طائرات حربية تركية غارات جوية على مسلحين أكراد يسيطرون على منطقة عفرين شمالي سوريا، في خطوة قد تثير التوتر مع الولايات المتحدة.

وتريد أنقرة إبعاد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنقها جماعة إرهابية، من منطقة عفرين الواقعة على حدودها الجنوبية.

وتقول الوحدات الكردية إن تسعة أشخاص على الأقل، معظمهم مدنيون، قتلوا في الغارات الجوية.

وسحبت روسيا قواتها من عفرين، معربة عن قلقها جراء الغارات لكنها أكدت عدم تدخلها.

ونددت سوريا بالعملية العسكرية التركية ووصفتها بـ"عدوان" و"هجوم وحشي".

وتواصل القوات التركية قصفها للمنطقة لليوم الثاني، وذلك قبيل إعلانها بدء عملية عسكرية واسعة، السبت.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، إن تركيا أبلغت جميع الأطراف المعنية، بمن فيهم الحكومة السورية، بشأن عمليتها، وهو ما أنكرته دمشق.

وأعلنت تركيا، السبت، شن عملية جوية وبرية، أطلقت عليها اسم "غصن الزيتون"، في تمام الساعة الثانية بتوقيت غرينتش، مستهدفة قوات وحدات حماية الشعب الكردية، وتنظيم الدولة الإسلامية.

وأضافت، في بيان، أن العلمية ستُجرى "في إطار احترام وحدة الأراضي السورية".

عفرين
BBC

وبدأ مسلحو "الجيش السوري الحر"، المدعوم من تركيا، في التحرك إلى المنطقة، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

وقالت وحدات حماية الشعب إن الغارات التركية قتلت ستة مدنيين على الأقل وثلاثة مسلحين، وأصابت 13 مدنيا آخرين.

وأعلن رئيس الوزراء التركي، بن عل يلدريم، للصحفيين، أن القوات البرية ستنضم إلى العملية، في وقت لاحق الأحد.

ومنذ الثلاثاء الماضي، يواصل الجيش التركي قصف المنطقة، في خطوة قال إنها جاءت ردا على إطلاق النيران من المنطقة باتجاه الأراضي التركية.

وفي يوم السبت، قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب، إنه لا خيار لديها سوى "الدفاع عن نفسها".

لماذا تستهدف تركيا القوات المدعومة من الولايات المتحدة؟

لعبت وحدات حماية الشعب الكردية دورا رئيسيا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وتلقت دعما كبيرا من الولايات المتحدة.

لكن تركيا تعتقد بأن الوحدات تربطها علاقة قوية بحزب العمال الكردستاني الذي تحظره أنقرة، وتواصل تهديدها على مدار أشهر عدة بطرد المسلحين الأكراد من منطقة عفرين وكذلك مدينة منبج التي تبعد عنها حوالي 100 كيلومتر.

ويبدو أن الجيش التركي قد أسرع في تنفيذ خططه لشن عمليته العسكرية بعدما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستساعد تحالف قوات سوريا الديمقراطية في إنشاء "قوة أمنية حدودية" لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية.

عفرين
Reuters
الغارت الجوية التي شنت السبت تشير إلى إمكانية عودة التوترات الحادة بين أنقرة وواشنطن

وتنفي وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية وجود أي صلات بجماعات أو نشاطات إرهابية، وهي المزاعم التي تدعمها الحكومة الأمريكية.

لكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وصف هذه القوة الحدودية بـ "جيش إرهابي".

وأثارت الخلافات بشأن المسلحين الأكراد انقساما حادا بين الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

كيف ردت روسيا والولايات المتحدة؟

تقول وزارة الخارجية الروسية إنها قلقة بشأن أنباء بدء عملية عسكرية في المنطقة وأنها تدعو لضبط النفس.

وقالت إن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ونظيره الأمريكي، ريكس تيلرسون، قد بحثا "إجراءات بهدف ضمان حفظ الاستقرار شمالي البلاد".

وقال النائب الروسي، فرانز كلينتسيفيتش، نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان الروسي، لوكالة إنترفاكس، في وقت سابق، إن موسكو لن ترد إلا إذا تعرضت قواعدها في سوريا للتهديد.

وأضاف أن "روسيا وضعت في موقف صعب كونها على علاقة وطيدة مع كل من أنقرة ودمشق".

وسعى الجيش والاستخبارات في تركيا إلى الحصول على موافقة روسيا للسماح للطائرات التركية باستخدام المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا فوق عفرين.

وبحث وزير الخارجية التركي العملية العسكرية مع نظيره الأمريكي، لكن لم يكشف حتى الآن عمار دار بين الطرفين.