أسامة مهدي: من المنتظر ان تتصدر قضايا التواجد العسكري التركي في العراق وقواعد حزب العمال التركي في شماله وتصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي والمياه المشتركة مباحثات وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في بغداد التي يصلها اليوم في زيارة رسمية بدعوة من نظيره العراقي ابراهيم الجعفري. 

وسيجري اوغلو مباحثات مع الرؤساء الثلاثة للجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري اضافة الى نظيره العراقي الجعفري حيث سيعقدان مؤتمرا صحافيا مشتركا كما يلتقي مع قادة الأحزاب التركمانية العراقية.

التواجد العسكري التركي على الاراضي العراقية

ومن المنتظر ان تتصدر قضية التواجد العسكري التركي في منطقة بعشيقة شمال شرق مدينة الموصل العراقية الشمالية منذ عام 2015 مباحثات اوغلو مع كبار المسؤولين العراقيين خاصة وان القوى السياسية العراقية تضغط على حكومتها حول ضرورة العمل على انسحاب هذه القوات.

وقد اكد العبادي الثلاثاء الماضي ان اخراج القوات التركية من الاراضي العراقية يحتاج الى حل استراتيجي منوها إلى استعداد حكومته لإتمام هذا الاجراء وبلورة حلول استراتيجية مع الجانب التركي.

وأضاف قائلا "انهم يقولون بان لديهم حرب مع حزب العمال الكردستاني ونحن لا نريد ان ندخل حربا بالنيابة.. نريد العيش بسلام".

واوضح بأن "العلاقات مع تركيا انفتحت وهناك تعاون كبير ونبني على هذا التفاهم لتحقيق النجاحات ونريد بناء علاقات حدود مباشرة مع تركيا وتبادل تجاري وتواصل متبادل وقريبا سيتم تصدير النفط العراقي عبر تركيا".

قواعد حزب العمال التركي بشمال العراق

كما سستناول مناقشات الوزير التركي في بغداد مسألة التواجد المسلح لحزب العمال التركي الكردستاني في مناطق شمال العراق وشنه انطلاقا من هناك عمليات عسكرية ضد اهداف تركية في داخل اراضيها.

وتشعر تركيا بقلق متزايد من اعلان حزب العمال تشكيل ادارته المحلية الذاتية في منطقة قنديل بأقصى الشمال الشرقي للعراق في 23 من الشهر الماضي حيث ضم اليها خمس مناطق خاضعة لسيطرته تحت اسم "الإدارة الذاتية في قنديل" كما تم انتخاب مجلس لإدارته.

وتمتد مناطق قنديل في مساحة مثلث على الحدود بين تركيا وايران والعراق اتخذها حزب العمال منذ تسعينات القرن الماضي معقلا رئيسا لنشاطاته السياسية والعسكرية حيث تعادل مساحة هذه المنطقة الادارية مساحة لبنان تقريبا حيث تبلغ10 آلاف كيلومترا مربعا. 

تصدير النفط العراقي عبر ميناء جيهان التركي

ومن بين القضايا التي سيناقشها وزير الخارجية التركي مع محاوريه في بغداد ايضا تصدر نفط اقليم كردستان الشمالي عبر ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط بادارة واشراف شركة الفط العراقية سومو بعد موافقة سلطات اقليم كردستان الاسبوع الماضي عن هذه المهمة الى الشركة الاتحادية في بغداد.

وفي هذا الاطار سيتم استعراض الخطوات اللازمة لاعادة بناء خط أنابيب جديد لنقل النفط من كركوك العراقية إلى ميناء جيهان التركي ليحل محل خط تالف اضافة الى فتح معبر حدودي جديد إلى العراق في منطقة أوفاغيك بتركيا.

وكانت وزارة النفط العراقية قررت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي بناء خط أنابيب جديد يدخل تركيا من فشخابور ليحل محل الخط الذي تضرر بشدة والخط المزمع انشاؤه يبلغ طوله 350 كيلومترًا قادر على ضخ مليون برميل يوميًا بحيث يبدأ في محافظة صلاح الدين العراقية ويمر عبر كركوك والموصل ويصل إلى تركيا في فشخابور.

المياه المشتركة

كما ستتناول مباحثات اوغلو استخدام المياه المشتركة بين البلدين خاصة بعد الرسالة الايجابية التي اطلقتها تركيا بعدم ملئ سد اليسو الذي انشأته على نهر دجلة استجابة لرغبة الجانب العراقي لان العراق يعاني من شحة بالامطار وقله المنسوب المائي بالسدود العراقية.

ومن الطبيعي ايضا ان تتناول مباحثات الوزير التركي اوغلو العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي ارتفع الى 30 مليار دولار سنويا بعد ان كان دون المليار في عام 2004، اضافة الى بحث تطورات الاوضاع الامنية والسياسية ومحاربة الارهاب في المنطقة. 

وكانت الحكومة التركية قد تضامن مع نظيرتها العراقية في اتخاذ اجراءات عقابية ضد سلطات اقليم كردستان ردا على تنظيمها استفتاء الانفصال في 25 ايلول سبتمبر الماضي وقامت باغلاق جميع منافذها الحدودية مع الاقليم.