ابوظبي: رغم اعتراف متحف اللوفر أبوظبي بأن خطأ غير مقصود كان وراء نشر خارطة لا يظهر فيها اسم قطر، فإنّ الاعلام القطري ومسؤولون كبار في الدوحة، واصلوا تضخيم الموضوع وتسييسه، ووجدوا فيه فرصة لانتقاد الإمارات.

وقام متحف اللوفر أبوظبي بازالة خريطة للخليج لا يظهر فيها اسم قطر، موضحا ان عدم وضع اسم الامارة عليها جاء نتيجة "خطأ غير مقصود"، الا ان الحادثة فتحت سجالا جديدا بين قطر ودولة الامارات، خاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

والعلاقات بين دولة الامارات والبحرين والسعودية ومصر من جهة، وقطر من جهة ثانية، مقطوعة منذ الخامس من حيونيو الماضي بعدما اتهمت الدول الاربع الدوحة بدعم "الارهاب" وهو ما نفته قطر مرارا.

وقال متحف اللوفر أبوظبي في بيان الاثنين ان الخريطة "تمثّل الطرق التي تم من خلالها تبادل إناء قديم"، مضيفا ان "عدم دقّة هذه الخريطة كان نتيجة خطأ غير مقصود، لذا عمل المتحف فوراً على تبديلها".

والخميس انتشرت على الانترنت صورة الخريطة التي عرضت في قسم الاطفال في المتحف.

وسارعت المياسة بن حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، الى انتقاد المتحف. وكتبت في تغريدة على موقع تويتر "الناس يزورونها (المتاحف) لاكتساب المعرفة والتعرف على ثقافات العالم من خلال القطع المعروضة".

وأضافت "فكرة المتاحف جديدة على أبوظبي، لكن هل ان متحف اللوفر (في فرنسا) يرضى بهذا الامر؟"، في اشارة الى المتحف الام في فرنسا وعدم وضع اسم قطر على الخريطة.

كما اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر في حسابها على تويتر، ان الدول المقاطعة لقطر "تقوم بتسييس الجغرافيا والفن والثقافة والرياضة والدين"، مضيفة ان "اللوفر ابوظبي واحد من الامثال على ذلك".

ورد وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش على المياسة بن حمد بتغريدة انتقد فيها تضخيم المسألة، رغم انه أقر بوجود خطأ في الخريطة.

وكتب "تابعت بإستغراب تغريدة رئيسة هيئة متاحف قطر والتي ضخمت هفوة بسيطة في قسم هدايا لوفر أبوظبي، وملاحظات بعض من تعود الاصطياد في الماء العكر".

وتابع "تبقى الثقافة أسمى من هذه الصغائر".

وكان متحف اللوفر أبوظبي فتح أبوابه في الثامن من نوفمبر بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حاملا راية الصرح التاريخي الشهير للمرة الاولى خارج بلده الام فرنسا.

والمتحف ثمرة اتفاق وقع في 2007 بين ابوظبي وباريس بقيمة مليار يورو ويمتد على ثلاثين عاما وتوفر في إطاره فرنسا خبرتها وتعير أعمالا فنية وتنظم معارض موقتة.