نصر المجالي: تحدثت تقارير عن احتمال استقالة الوزير الوحيد من أصول شرق أوسطية في الحكومة البريطانية ناظم زهاوي على خلفية حضوره لحفل خيري اقتصر على الرجال تخللته أفعال "تحرش جنسي". 

وأفاد تحقيق استقصائي أنه تم استئجار نحو 130 فتاة للقيام بمهمة الضيافة وقد طلب اليهن ارتداء ملابس شبه عارية ومثيرة وأحذية ذات الكعب العالي، كما تم التحرش بهن جنسيًا في الحفل الخيري الذي أقامه "نادي بريزيدانت" مساء يوم الخميس 18 يناير في فندق دورشستر الفخم في حي ماي فير الراقي في قلب لندن.

ونقل التحقيق الذي نشرته صحيفة (فايننشال تايمز) عن رئيسة مجلس أمناء الجمعيات الخيرية هيلين ستيفنسون قولها إنها تشعر بالذعر عن تقارير التحرش والمضايقات التي تعرضت لها الفتيات في حفل "الرجال فقط"، الذي أقامه "نادي بريزيدانت"، وأضافت أنها طلبت عقد اجتماع عاجل مع أمناء المؤسسة الخيرية التي أقامت الحفل.

وتبرأت ستيفنسون في تصريحها مما حدث في حفل العشاء الذي حضره نحو 360 ضيفاً من رجال الأعمال وسياسيين ووجوه المجتمع، وهو خلا من الحضور النسائي. وقالت إنه لا يمت للعمل الخيري بأية صلة، وأكدت "مثل هذه الأفعال لا مكان لها بإسم المؤسسة الخيرية سواء جمع الاموال لاسباب إنسانية أم لا".

وقالت السيدة ستيفنسون إنها كانت على اتصال مع صحيفة فاينانشال تايمز - التي أبلغت القصة أولا - بتقديم "أدلة إضافية... لضمان تمكننا من النظر في هذه الأمور بشكل كامل وقوي".

 

زهاوي يدافع عن نفسه

 

يذكر أن 42 نائبًا في مجلس العموم برئاسة نائب رئيسة الحزب الليبرالي الديموقراطي جو سوينسون سارعوا لتوقيع مذكرة للتحقيق في ما إذا كان من شاركوا في الحفل وأمناء المؤسسة الخيرية "مناسبين لمثل هذا المنصب، بسبب الطبيعة الخطيرة والجرمية المحتملة لمثل هذا السلوك". 

ضغوط 

وإلى ذلك، تزايدت الضغوط على ناظم زهاوي وغيره من كبار أعضاء حزب المحافظين، الذين حضروا الحفل، لتقديم استقالاتهم، وكان تم تعيينه وزيرا لشؤون الطفل والأسرة والتعليم الابتدائي قبل نحو 16 يومًا في التعديل الأخير على حكومة تيريزا ماي، رغم نفيه المشاركة في فعاليات الحفل المشين، معلنا أنه كان غادره قبل لحظات من بدئه. 

 

لقطة من حفل نادي بريزيدانت

 

وبعد إدانة حضوره الحفل وما تعلق به من فضائح ومطالب بعض أعضاء البرلمان باستقالته، قال زهاوي: "أدين هذا السلوك بشكل قاطع، وهذا التقرير مثير للصدمة حقا، ولن أحضر أبدا أي وظيفة للرجال فقط مستقبلا".

 

صورة من داخل حفل الرجال فقط

 

وكانت ضابطة السلوك الخاصة بحزب المحافظين في مجلس العموم جوليان سميث، استدعت الوزير زهاوي وطالبته بتقديم تفسير حول ما لحقه من ادعاءات حسب التقرير الصحفي الاستقصائي.

 

فندق دورتشيستر في لندن



أصول كردية عراقية

يذكر أن السياسي البريطاني الزهاوي الذي ترجع اصوله إلى العراق إلى عائلة الزهاوي الكردية البغدادية المعروفة، وكان أصبح عضوًا في البرلمان البريطاني في انتخابات 2010 عن دائرة "ستراتفورد أون آيفون" مسقط رأس الكاتب المسرحي والشاعر وليام شكسبير، ليصبح أول عضو برلماني ترجع أصوله إلى إحدى العشائر الكردية. 

وكان الزهاوي المولد في العراق العام 1967، وصل الى بريطانيا وهو في سن تسع سنوات مع أسرته التي هربت خوفاً من بطش نظام صدام حسين، وهو ترعرع في منطقة "إيست ساسيكس" في جنوب لندن وتلقى تعليمه المدرسي في "كينغز كوليدج" في ويمبلدون في لندن، كما تلقى تعليمه الجامعي في "يونيفرسيتي كوليدج" التابعة لجامعة لندن.

 

فندق دورشيستر حيث كان الحفل

 

تأسيس يوغوف

وكان الزهاوي بعد أن شغل منصب مدير التسويق الأوروبي لـ" سميث & بروكس المحدودة" شارك مع ستيفان شكسبير في تأسيس شركة (يوغوف) لأبحاث السوق على الإنترنت، وفي مجلس العموم ترأس المجموعة البرلمانية المكلفة شؤون كردستان.

 

تغريدة للزهاوي حول الحفل

 

في عام 1991، كان الزهاوي وزميله الكردي بروسك صائب، مساعدين لجيفري آرتشر خلال حملته التي حملت اسم "الحقيقة البسيطة" لمساعدة الضحايا الأكراد من حرب الخليج.

كما ساهم في حملة آرتشر غير الناجحة لرئاسة بلدية لندن في عام 1998، وكان مستشارًا لحزب المحافظين في منطقة باتني في جنوب غرب لندن من عام 1994 إلى عام 2006.