نصر المجالي: أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تلعب دورا فاعلا واستباقيا لم نكن نراه في السابق، وتضع "خطوطاً حمراء" أمام التدخل الإيراني وخطر الجماعات التي تساندها، والذي يهدد دول الخليج العربي.

وحذر الملك عبدالله الثاني، من خطر السلوك الإيراني بدعم مليشيات مسلحة وإقحام الدين في الخلاف السياسي، قائلا إن هذه العوامل كانت وراء تحذيره من "الهلال الشيعي"، ونوه إلى أنه عندما تحدث عن الهلال الشيعي كان يريد من خلال إثارة القضية التنبيه إلى خطر الصراعات الدينية واقحام الدين في الخلافات السياسية القائمة. 

وفي حذر من السياسة الخارجية الإيرانية التي تتدخل في منطقتنا، لفت العاهل الأردني إلى الحاجة إلى حوار بدلا من تعميق النزاعات، كما نبه إلى أن السياسة الإيرانية لم تختلف كثيرا خلال السنوات الماضية باعتبار أن طهران تفكر بشكل استراتيجي طويل المدى نحو المنطقة، محذرا من طبول الحرب، وقال إن هناك خلافات كثيرة لا بد من مواجهتها بالحكمة.

مخاطر

وخلال جلسة حوارية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أدارها الإعلامي الأميركي في شبكة (سي إن إن -CNN) حذر العاهل الأردني من مخاطر أي مواجهة عسكرية مع إيران لحل المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي معها في ملفها النووي، ولكنه شدد على ضرورة التنبيه لتصرفات إيران الخطيرة في المنطقة ودعمها للمليشيات في دول مثل سوريا والعراق، وكذلك القلق الذي بات موجودا على مستقبل دولة مثل لبنان.

 

جانب من حضور الندوة الحوارية

 

القدس 

وفي الشأن المتعلق بالقدس، قال العاهل الأردني بأن يكون ملف المدينة ضمن إطار حل شامل للفلسطينيين والإسرائيليين. ولفت إلى أن الفلسطينيين لديهم خيبة أمل ويشعرون بأنه ليس هناك وسيط عادل بعد إعلان الولايات المتحدة اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وشدد الملك عبدالله الثاني على أهمية القدس بالنسبة لجميع الأديان، ودورها المركزي لدى المسلمين والمسيحيين واليهود، داعيا إلى التفكير في مستقبلها وما إذا كانت الأيام ستحولها إلى مدينة تجمع الناس أم تفرقهم.

وتحدث الملك عن ترقب الفلسطينيين والعالم لما ستحمله خطة السلام المنتظرة، والتي قال إن البعض يصفها بأنها "صارمة" في حين أن السؤال الأهم يجب أن ينصب على مدى فاعليتها، معرباً عن ثقته بضرورة وجود أميركا في عملية السلام.

سوريا واليمن

ونفى العاهل الأردني وجود منتصر على الأرض في سوريا التي دعا إلى حل ينهي الصراع الدموي فيها، وتحدث أيضا عن الدور المبادر للسياسة السعودية مؤخرا، قائلا إن الرياض تسعى لرسم "خطوط حمراء" أمام إيران في المنطقة بسبب قلقها من دور طهران على صعيد استخدام التنظيمات المسلحة في إطار ديني.

وبالنسبة لليمن، أوضح الملك عبدالله الثاني أن هناك تحديات تاريخية في اليمن، وقال جلالته نحاول جهدنا أن نواجه التحديات الإنسانية فيه، حيث لا يمكن أن تتحمل ضمائرنا المصائب الإنسانية هناك، لافتا جلالته إلى أن التحالف العربي يقدم الدعم، ودول الخليج العربي، تعمل على إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة وهو أمر أساسي.

ترمب والإسلام 

ولدى سؤاله حول رأيه بمواقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وما سبق أن قاله حول وجود كره لدى المسلمين للغرب قال الملك عبدالله الثاني إن الإسلام ليس دين كراهية، والمسلمون يؤمنون بكل الأنبياء وتحيتهم هي السلام، ويرددونها عشرات المرات يوميا.

ولكنه لفت إلى وجود ما وصفه بـ"الحرب الأهلية داخل الإسلام" بين المسلمين العاديين وبين المتشددين الذين لا يكفرون الأديان الأخرى فحسب بل وسائر المسلمين. كما حض على التنبه لوضع المسلمين في أميركا وضرورة ألا يشعروا بالعزلة بسبب طبيعة الخطاب السياسي وإلا فإن ذلك سيخلق المزيد من التحديات.

الربيع العربي

وفي رد على سؤال حول التطورات التي شهدتها المنطقة منذ الربيع العربي، أوضح عاهل الأردن أن الربيع العربي شكل مفترق طرق بالنسبة لنا، إذ بدأ بحركات من قبل الشباب الذين طالبوا بالتغيير الذي يستحقونه، واختطفته الجماعات الإرهابية والمتطرفون لتحقيق أجنداتهم.

وأشار إلى أنه لا بد لنا كدول عربية أن نتعلم من غيرنا، كما فعلت دول أوروبا، بل كذلك كما تفعل دول إفريقيا اليوم، حيث أنهم يعملون معا وينسقون في ما بينهم وحققوا تقدما كبيرا في إطار العمل الإفريقي المشترك، مؤكدا ضرورة أن تعمل الدول العربية معا لتحقيق النمو والتكامل الاقتصادي في ما بينها.