«إيلاف» من دبي: تحت رعاية وزارة الثقافة وتنمية المجتمع، تستضيف الإمارات معرض «فان غوغ: اللوحات الحية» المعروف على مستوى العالم، والذي يمثل تجربة حسية متكاملة متعددة الوسائط، حيث يستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر خلال العام الحالي. فيستضيف مسرح أبوظبي الوطني هذه التجربة من 14 يناير إلى 26 فبراير، ثم يتنقل إلى دبي ليقام في حي دبي للتصميم بين 11 مارس و23 أبريل.

‎⁨فان غوغ في تجربة عرض حسية جديدة بالامارات⁩



أولى من نوعها
إنها تجربة فريدة من نوعها في الإمارات، حيث تجمع تجربة "فان غوغ: اللوحات الحية" بين أروع المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية المختارة، إلى جانب مجموعة من اللوحات الفنية التي أبدعها الرسام المشهور، وأكثر من 3 آلاف صورة.
وتعرض مجموعة من لوحات الفنان وصوره الملهمة على الجدران والأرضيات والسقف ضمن المعرض، باستخدام 40 جهاز إسقاط صور عالي الدقة (Projector).
تتضمن التجربة الاستثنائية لزوار المعرض مزيجًا من الأضواء والألوان والأصوات، مع استعراض الأعمال الفنية الشهيرة التي تعرض مجتمعة ومقسمة في أجزاء متعددة، أو يتم تكبيرها في مقاسات أكبر.
وتستقطب المقطوعات الموسيقية المختارة بكل عناية عشاق الفنون، والذين سيغوصون في التفاصيل المذهلة والألوان المشرقة في لوحات الرسام فان غوغ، لتكشف عن المعاني والأفكار التي تتضمنها الأعمال الفنية التي أبدعها الفنان الشهير.
على الرغم من أن مشاهدة أعمال فان غوغ متاحة منذ أكثر من 100 عام، هذه هي المرة الأولى التي تستعرض فيها أعماله بهذا الأسلوب الفريد من نوعه.

‎⁨لوحات فان غوغ حية في الامارات⁩



متابعًا مراحل حياته
يتتبع المعرض التغيرات التي مر بها فان غوغ عبر مسيرته الفنية التي استمرت 10 سنوات، وكان يستلهم فيها أعماله من تغير المناظر الطبيعية والأشخاص المحيطين به، والأماكن التي يقيم فيها، مقسمًا هذه المراحل إلى فصول، تصاحب كل منها قطعة موسيقية تعبر عنها، وعن المشاعر والتجارب التي عكسها الفنان في لوحاته في تلك الفترة، وتبدأ بسلسلة من البورتريهات الذاتية التي تعكس الأنماط المختلفة للفنان ومشاعره المتغيرة على الدوام، والاضطراب الذي يعانيه.
يركز الفصل الأول على المرحلة التي عاشها فان غوغ في موطنه هولندا، وما تتميز به من تركيز على الألوان الداكنة والترابية في رسم المناظر الطبيعية والأشخاص والطبيعة الصامتة.
ينتقل العرض إلى مرحلة جديدة مع انتقال الفنان إلى فرنسا، حيث تأثر بالطاقة الباريسية وفناني المدرسة الانطباعية، حيث بدأ استخدام ألوان مبهجة، ومعها بدأت أعماله في التحول إلى النمط الفريد الذي اشتهر به.
نقلة أخرى مع انتقال الفنان للعيش في "آرل" في جنوب فرنسا، وهي الأكثر إنتاجية في مسيرته على الإطلاق، وتبدأ بسلسلة لوحات "دوار الشمس"، ثم تحوله لتصوير حياته وحياة المحيطين به، وكذلك اهتمامه بالفن الياباني، كما عبرت هذه المرحلة عن تدهور فان غوغ، وإصابته بمرض عقلي.
تعبر المرحلة الختامية من المعرض عن شعور فان غوغ بالفراغ، الذي انعكس في مساحات الطبيعة الشاسعة التي جسدها في لوحاته في تلك الفترة، كما في لوحته "حقل القمح مع الغربان"، التي تعبر عن اضطراب مشاعره في أواخر حياته.

يعزز دور الإمارات
نقلت "الامارات اليوم" عن ياسر القرقاوي، مدير إدارة الفعاليات الثقافية في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، إشارته إلى أن هذا المعرض يعزّز دور الإمارات كإحدى منارات الثقافة والفنون ومصدر للإشعاع الثقافي في العالم، من خلال فتح آفاق جديدة للتواصل والتقارب بين مختلف الثقافات، واستخدام الفن جسرًا لتعزيز قنوات التبادل الثقافي بين الشرق والغرب، وترسيخ أهمية التواصل مع الثقافات العالمية وتبادل الخبرات، وزيادة الوعي الثقافي لدى المجتمع، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية وفنية تتيح الفرصة للاستدلال على تجربة الآخر، والانفتاح على الثقافات العالمية بكل أنواعها، باعتبار الثقافة والفنون هما أفضل الوسائل للتقارب بين الشعوب، إلى جانب إعداد أجيال جديدة من الكوادر المواطنة الشابة المؤهلة بخبرات ومهارات تتيح لها اغتنام فرص احتراف الفن بكل أشكاله، وذلك عبر ممكنات النهضة الثقافية في الدولة.
لفت خلال المؤتمر الصحافي الذي سبق افتتاح المعرض إلى أن هذا الحدث يمثل تجربة فريدة من نوعها في الإمارات، تجمع بين أروع المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية المختارة، إلى جانب مجموعة من اللوحات التي أبدعها الفنان فان غوغ، من خلال أسلوب عرض يتضمن مزيجًا فريدًا من الأضواء والألوان والأصوات، لاستعراض هذه الأعمال الفنية الشهيرة. كما اعتبر هذه التجربة فرصة جيدة لأن يشكل المعرض مصدر إلهام للفنانين الإماراتيين الطموحين لتطوير تجاربهم الفنية وتنميتها، من خلال الأسلوب والرؤية اللذين تبنّاهما فنان تشكيلي كبير مثل فان غوغ.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مصادر عدة. الأصول منشورة على الروابط الآتية:

http://www.emaratalyoum.com/life/culture/2018-01-16-1.1062122
http://bit.ly/2rEQSYM
http://bit.ly/2DE3kxA