بعد إعدام الملك تشارلز الأول عام 1649 إثر هزيمته في الحرب الأهلية الانكليزية باع الجنرال اوليفر كروميل مجموعته من الأعمال الفنية الرائعة لبعض الارستقراطيين والبلاطات الملكية في اوروبا الذين توافدوا على المزاد غير مصدقين أعينهم، حتى ان أحدهم سماه "مزاد القرن". &
&
إيلاف: هكذا انتهى المآل بلوحة "تشارلز الخامس مع كلب" (1533) للفنان تيشيان في متحف البرادو في مدريد وبورتريه تشارلس الأول في حقل الصيد (1599 ـ 1641) للفنان انتوني فان دايك في متحف اللوفر في باريس بدلا من متاحف وقصور بريطانيا.&

&&

وهاتان اللوحتان عملان فقط من مئات الأعمال الفنية الرائعة التي اقتناها تشارلز الأول وزوجته الفرنسية هنريتا ماريا على امتداد عشرين سنة من الانفاق لإشباع ذوقهما الفني. &

وعلى امتداد 350 سنة ظل البريطانيون محرمين من التمتع بهذه الكنوز الفنية التي جعلت بلاط كارولين في فترة حكم آل ستيوارت موضع حسد اوروبا القارية كلها. &

الآن أصبح بامكان البريطانيين رؤية هذه الروائع والتمتع بها بعد الجهود التي بذلها ديزموند شو تايلور، مساح صور الملكة، الذي شارك في اقامة المعرض مع الدكتور بير رومبرغ مدير الأكاديمية الملكية للفنون بمناسبة مرور 250 سنة على تأسيسها وبذلك بإعادة توحيد مجموعة تشارلز الأول. &

ويروي معرض "تشارلز الأول: ملك ومقتنٍ" قصة اقتناء الملك تشارلس هذه الأعمال وكيف أصبحت مجموعة فريدة من نوعها، من القاعة الأولى الى القاعة الأخيرة.&

تبدأ القصة حين كان تشارلز اميراً في الثانية والعشرين غير متزوج لكنه يبجث عن عروس مناسبة. وقرر ان يجرب حظه في اسبانيا مراهناً على عقد زيجة تكتيكية بالاقتران من انفانتا ماريا آنا شقيقة الملك فيليب الرابع. لم تنجح العملية، ولكنه غادر اسبانيا مغرماً ـ &بالفن. &
&
عاد تشارلز ومعه شحنة من اللوحات البديعة بينها لوحة تيشيان المذكورة وبورتريه لنفسه فقدت الآن انجزها رسام بلاط الملك فيليب الرابع دييغو فيلاكويز. &

ومثل أي متذوق للفن حرص تشارلز على اقتناء اللوحات بطريقة منهجية. &فبدأ بأعمال انتوني فان دايك ثم انتقل الى فن عصر النهضة في ايطاليا باقتناء اعمال للفنانين باسانو وكوريجيو وبالطبع تيشيان وهكذا. &

ويتساءل ويل غومبيرتز المحرر الفني لبي بي سي ماذا كان سيحدث لو لم يفقد تشارلز الأول رأسه واستمر مع زوجته هنريتا في اقتناء الأعمال الفنية لعشرين سنة اخرى ، ولو واصل ابنه تشارلس الثاني هواية والده. يجيب عن سؤاله بأن النتيجة ستكون أروع مجموعة من فن عصر النهضة توجد في بلد واحد هو بريطانيا. ولكن المعرض الذي تقيمه اكاديمية الفنون الملكية يتيح على الأقل تكوين فكرة عما كان من الجائز ان يحدث لولا اعدام الملك.&
&
يستمر معرض "تشارلز الأول: ملك ومقتن" من 27 يناير/كانون الثاني الى 15 فبراير/شباط 2018. &

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". &الأصل منشور على الرابط التالي
http://www.bbc.co.uk/news/entertainment-arts-42830544

&