قالت روسيا إن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي سيعقد بموعده المقرر، وإن رفض وفد هيئة المفاوضات السورية المعارض المشاركة فيه لن يؤثر على انعقاده يوم 30 يناير الجاري.

وأكد مصدر في الخارجية الروسية في تعليق على عدم مشاركة وفد هيئة المفاوضات السورية المعارضة سيؤثر على عمل ونتائج المؤتمر؟ أجاب لوكالة الأنباء الروسية (نوفوستي): "لا، بالطبع، كيف يمكن أن يؤثر ذلك!"

وقال المصدر: "كنا نظن أنهم سيشاركون في أعمال المؤتمر، ويقبلون ربما ببعض الوثائق النهائية. ولكن إذا لم يرغبوا في المشاركة سيشارك آخرون غيرهم. هناك 1600 شخص يجب أن يحضروا، وهذا رقم تمثيلي ذو مغزى، كما أن هؤلاء المشاركين في المؤتمر يمثلون جميع شرائح المجتمع السوري.

وأوضح المصدر، أن "موسكو لم تستلم بعد من هيئة المفاوضات السورية المعارضة ردا رسميا بشأن عدم المشاركة بمؤتمر سوتشي".

وتابع "أرسلنا لهم دعوة وننتظر ردهم. حتى الآن لم نتسلم ردا رسميا من جانبهم"، مؤكدا أن عدم حضورهم لن يؤثر على عقد المؤتمر، الذي دعي إليه نحو 1600 شخصية والمقرر عقده يومي 29 و30 من الشهر الجاري.

مقاطعة 

وكان رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، نصر الحريري، أعلن أن الهيئة قررت عدم المشاركة في مؤتمر سوتشي في روسيا. وأوضح في مؤتمر صحفي، اليوم السبت، أن هذا القرار جاء بعد "محاولات بناءة وجادة وبعد جولة كانت في أغلب دول العالم ومفاوضات دخلت إلى أدق التفاصيل فيما يتعلق بمؤتمر سوتشي، .. قررت الهيئة بعدم القبول بالمشاركة في مؤتمر سوتشي".

ونقل موقع (روسيا اليوم) عن الحريري قوله إنه تم إجراء عدد كبير من اللقاءات الدولية هدفها البحث عن سبل في إطار حشد جهود دولية، لاختصار الوقت للوصول لحل سياسي عادل ومنطقي يلبي تطلعات الشعب السوري.

وقال: "من بين هذه اللقاءات كان لدينا لقاء مهم بدعوة من الخارجية الروسية في موسكو، وكان فرصة جيدة لتبادل وجهات النظر ومحاولة الوصول إلى قواسم مشتركة فيما يتعلق بالحل السياسي من أجل بحث إمكانية تحقيق مصالح الجميع في عملية سياسية هادفة".

حوار مستمر 

وأكد الحريري أن هيئة المفاوضات مستمرة في عمليات الحوار مع روسيا والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأردن، والسعودية، والأمم المتحدة، في إطار محاولة الدفع بالعملية السياسية في جنيف، ومحاولة الاستفادة من أي مبادرة بهذا الشأن، مؤكدا أن هذه الجهود ستتواصل مع كل الأطراف وخاصة مع الجانب الروسي.

وأضاف أن هذه الجهود ساهمت في ظهور بعض الأفكار، التي يمكنها أن تفي بهذا الغرض إذا وجدت آلية دفع مناسبة. وقال الحريري إن "هيئة المفاوضات السورية تمثل قوى الثورة والمعارضة السورية، التي تمثل أكثر من مليون شهيد سقطوا في سوريا خلال 7 سنوات، وتمثل مئات آلاف المعتقلين الذين يقبعون في سجون النظام... وعشرات آلاف المغتصبات، والمعتقلات، ونحن هنا نمثل مئات آلاف الأطفال الذين استهدفوا جسديا ونفسيا، ونمثل مئات آلاف الشباب...".

وأكد أن الهيئة "تعاملت مع المفاوضات بطريقة إيجابية ونحن مستعدون للاستمرار بأقصى درجات المرونة، ولكن هذا لن يجعلنا نتخلى عن ثوابتنا، التي دفع الشعب السوري ثمنا غاليا وباهضا".