إيلاف من بيروت: يبدو أن العالم يقترب من فك لغز المخطوطة الأكثر غموضا في القرون الوسطى باستخدام الذكاء الصناعي. ومخطوطة فوينيتش هي أشكال تحتوي على الكثير من الرسوم التوضيحية لنباتات غريبة ونجوم وشخصيات بشرية غامضة.

وتتكون المخطوطة من 240 صفحة من الكتابات المنمقة ورسومات لنباتات غريبة، وبعض الصور لنساء عاريات اللاتي يعتقد أنهن يحملن قوى سحرية. ورغم مرور أكثر من 600 عام على هذه المخطوطة؛ إلا أنها ما زالت محتفظة بألوانها واضحة ومازالت الخطوط في حالة جيدة.

 

 

وتمتلئ المخطوطة بـالرسوم التوضيحية للنباتات الغريبة، والنجوم، والشخصيات البشرية الغامضة، فضلًا عن العديد من الصفحات المكتوبة بخطوط غير معروفة. وكتبت المخطوطة بمادة الكربون المشع.

باللغة العبرية

ويقول عالم الكمبيوتر، جريج كوندراك، من جامعة ألبرتا أن هذه المخطوطة مكتوبة باللغة العبرية القديمة، وأنه ينطوي على حروف منها ولكن مكتوبة بطريقة عشوائية وغير مرتبة، ويحاولون فك باقي رموز الشفرة الآن والتي تبدأ بـ"توصيات إلى الكاهن..رجل وأنا والشعب".

 

 

واستخدم فريقه خوارزميات إحصائية يعتقد أن درجة دقتها تصل إلى 97%، وتم استخدام هذا البرنامج عند ترجمة إعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان إلى 380 لغة.

وافترض الباحثون في البداية أن مخطوطة فوينيتش كُتبت باللغة العربية، ولكن بعد تشغيل الخوارزميات، اتضح أن اللغة الأكثر احتمالا هي العبرية القديمة، ثم حاول الباحثون التوصل إلى طريقة لفك هذا النوع من النص العشوائي.

فك الطلاسم

ويقول كوندراك الخطوة الأولى هي التوصل إلى اللغة وهي عبرية، والخطوة الثانية محاولة فكها وترجمتها.

 

 

وأوضح "توصلنا لجملة نحوية، ويمكنك تفسيرها، وهي "قدمت توصيات إلى الكاهن، رجل المنزل وأنا والشعب"، إنها نوع من الجمل الغريبة لبدء مخطوطة ولكنها منطقية بالتأكيد". ومن دون مؤرخين من العبرية القديمة، أكد كوندراك أن المعنى الكامل لمخطوطة فوينيتش سيبقى لغزا، فقال "نحن نستخدم اللغة البشرية للتواصل مع البشر الآخرين، ولكن أجهزة الكمبيوتر لا تفهم هذه اللغة، لأنها مصممة للناس هناك الكثير من المعاني الغامضة التي لا ندركها نحن حتى".

وتم العثور على المخطوطة في عام 1912 وكانت مع بائع كتب في لندن يدعى "ويلفريد فوينيتش"، وتم نقل المخطوطة منذ ذلك الوقت إلى مكتبة بينيك في جامعة بيل، ويزعم البعض أن "فوينيتش" كان "تاجر كتب سحر" وكان يشجع على نظريات المؤامرة.

وتحتوي المخطوطة على أكثر من 80 في المائة من الكلمات من قاموس العبرية، ولكن الباحثين لا يعرفون ما إذا كانت منطقية معًا. ويقول كوندراك "ما زال هناك الكثير من المعاني الغامضة التي لا ندركها".

 

 

كلمات غير مفهومة

وتتضمن الكلمات الـ72 الأولى كلمات غير مفهومة معًا مثل : "المزارع"، "الخفيفة"، "الهواء" و "النار" وكأن كل كلمة إشارة إلى معنى ما، ولكن سيعلن فريق البحث عن أي نتيجة واضحة قد يصل إليها.

يذكر أن خبراء فك الشفرات من بليتشلي بارك، الفريق الذي فك رمز لغز النازية، لم يستطع فهم المخطوطة.

وفي العام الماضي ادعى أكاديمي بريطاني أن الوثيقة كانت في الواقع دليلا صحيا لـ "سيدة ثرية" تبحث عن علاج أمراض النساء، وقال نيكولاس جيبس، وهو خبير في المخطوطات الطبية في العصور الوسطى، انه توصل إلى هذه النتيجة بعد اكتشاف أن النص مكتوب بالوصلات الأبجدية اللاتينية التي تحدد العلاجات من المعلومات الطبية القياسية.

وفي أغسطس 2016 استحوذت، سيلو، وهو دار نشر صغيرة تقع في عمق شمال إسبانيا، على حق استنساخ الوثيقة، وقال خوان خوسيه غارسيا، مدير سيلو، من بورغوس، في شمال إسبانيا، "لمس فوينيتش هو تجربة مذهلة، إنه كتاب يحتوي على هالة من الغموض عندما تراه للمرة الأولى ، فإنه يملأك بالعاطفة التي من الصعب جدا أن تصفها".