اجتمع المكتب السياسي لتيار الغد السوري في مكتب التيار في القاهرة يومي ٢٧ و ٢٨ يناير ٢٠١٨ ، و ناقش الدعوة المرسلة الى عدد من أعضاء التيار من قبل أليكساندر لافرنتيف الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للتسوية في سوريا لحضور مؤتمر الحوار الوطني السوري المنعقد في مدينة سوتشي في ٢٩-٣٠ يناير الجاري، وخلص الاجتماع الى عدة نتائج بحسب بيان، تلقت "ايلاف" نسخة منه، في نهاية الاجتماعات الْيَوْم.

وقالت مزن مرشد عضو المكتب السياسي للتيار في تصريح خصت به " إيلاف"، نجتمع بالقاهرة من أجل "مناقشة البيان الختامي لمؤتمر سوتشي الذي سنكون حاضرين فيه والمرور على أهم النقاط الواردة فيه ونضع ملاحظاتنا النهائية عليه كما أننا ناقشنا احتمالات ما بعد سوتشي وتبعاته المرجوة على مسار العملية السياسية السورية المستقبلية المؤمل فيها انهاء الصراع الحاصل في البلاد والوصول إلى الحلول المرجوة التي تحقق اهداف الثورة وطموح السوريين وتصل بسوريا الى بر الأمان ".

ولاحظ التيار ، بحسب البيان ، صيغة الدعوة التي توضح الهدف من عقد المؤتمر وهو "تشجيع الحوار السوري السوري بأوسع نطاق لمصلحة التقدم نحو التوافق بين كافة اطياف المجتمع السوري حول شروط بناء سوريا الجديدة". وكذلك الهدف المتمثل في "إعطاء دفعة إضافية لعملية التسوية السياسية في سوريا وفقًا لقرار مجلس الامن للأمم المتحدة رقم ٢٢٥٤، والمساهمة في انتقال الى خطوات عملية في إطار المفاوضات السورية في جنيف تحت الإشراف الاممي" 

واطَّلع التيار على بيان الأمين العام للأمم المتحدة الصادر يوم ٢٧ يناير الجاري والذي يوافق بموجبه على حضور الامم المتحدة وإيفاد مبعوث الأمين العام السيد دي ميستورا لهذا الغرض، مع تأكيد الأمين العام لثقته بأن " المؤتمر في سوتشي سيكون إسهامًا هامًا في إحياء عملية المحادثات بين السوريين تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف، استنادا إلى التنفيذ الكامل لبيان جنيف (2012) وقرار مجلس الأمن 2254 (2015)". 

وأخذ التيار علما بدعوة الدول الشقيقة المملكة العربية السعودية ومصر والاردن ولبنان والعراق الى المؤتمر، والدول الضامنة لاتفاقيات تخفيض التصعيد، اضافة الى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وهي بريطانيا والصين والولايات المتحدة و فرنسا، وذلك بحسب ما ورد في نص الدعوة. 

وأوضح البيان أنه "انطلاقا من حرص تيار الغد على العمل من أجل الحل السياسي التفاوضي في سوريا بحسب ما نص عليه بيان جنيف و قرار مجلس الامن ٢٢٥٤، و اللذين ينصان على تأسيس هيئة حاكمة انتقالية تكون بمثابة حكم جديد غير طائفي وذي مصداقية ويمثل الجميع، و رغبة منه في المساهمة في اخراج المسألة السورية من حالة الاستعصاء في الحل والذي تمثّل في عقد العديد من جولات المفاوضات السياسية في جنيف منذ بداية ٢٠١٤ و حتى تاريخه بدون أي تقدم يذكر، و ايمانًا منه بضرورة اجراء حوار سوري سوري بين مختلف الاطياف السياسية و الأهلية السورية من اجل اخراج البلاد من الاحتراب الداخلي وتحقيق السلام و كتابة عقد اجتماعي جديد يوحد الوطن من جديد ويأخذه باتجاه إنهاء عهود الاستبداد وبدء عهد جديد ديمقراطي تعددي مدني. فإن المكتب السياسي لتيار الغد، قد قرر تشجيع أعضاء التيار الذين وردتهم الدعوة الى حضور المؤتمر من اجل تحقيق التمثيل السياسي المعبر عن إرادة السوريين في إنهاء الحرب والانتقال السياسي الديمقراطي في البلاد". 

وقال "من خلال مشاركة التيار في المؤتمر واللجان المنبثقة عنه، فهو لن يدّخر جهدًا من أجل الدفع باتجاه وقف اطلاق النار على كامل الاراضي السورية حقنًا للدماء، وتخفيفًا لمعاناة السوريين، و العمل على اخراج المعتقلين من سجون النظام، ورفع الحصار الظالم على اهلنا في كافة المناطق، و عودة المهجرين والنازحين الى مدنهم وقراهم والمساعدة في تأمين استقرارهم" . 

وبرر التيار تواجده في سوتشي، وذلك بعد أن لاحظ مشاعر الكثير من السوريين الذين لا يوافقون على هذا المؤتمر، و يحترم هذه المشاعر والاّراء احترامًا عميقاً. و في نفس الوقت، فإن التيار لديه قناعة بأن قضية حرية وكرامة السوريين هي قضية عادلة وتستحق الدفاع عنها في كافة المحافل الدولية، و بالتالي فإنه من واجب التيار وبقية اطياف المعارضة السورية عدم العزوف عن التمثيل السياسي في تلك المحافل، خصوصًا ان جميع اطياف المعارضة السورية قد وافقت على الحل السياسي بحسب قرار مجلس الامن ٢٢٥٤، و استبعدت وجود حل عسكري للصراع الذي اصبح جزءًا كبيرًا منه حروبًا بالوكالة تجري في سوريا وعلى حساب الدم السوري لصالح دول متعددة.