هو: قبل خمسين عاما وفي 30 يناير 1968 عشية رأس السنة القمرية في فيتنام، اطلقت القوات الشيوعية الفيتنامية الشمالية هجوما مباغتا شاملا على الجنوب شكل منعطفا حاسما في حرب فيتنام.

لماذا يعد منعطفا حاسما؟

على الرغم من الخسائر البشرية الكبيرة (قدر عدد القتلى من المقاتلين الفيتناميين الشماليين ب58 الف شخص على الاقل)، سمح التقدم التكتيكي الذي حققه عشرات الآلاف من المقاتلين لقوات الشمال بانتزاع اكثر من مئة بلدة من قوات الجنوب التي تدعمها الولايات المتحدة.

كما انه عزز موقف مؤيدي الانسحاب من فيتنام في الولايات المتحدة وبذلك شكل منعطفا في الحرب النفسية. وكانت 1968 السنة التي سقط فيها اكبر عدد من القتلى الاميركيين.

وارتكب الاميركيون خطأ تكتيكيا تمثل بالاعداد لهجوم حول منطقة خي سان عند خط الحدود الفاصلة بين فيتنام الشمالية والجنوبية. في هذا الوقت كانت القوت الفيتنامية الشمالية تطوق مدينتي سايغون وهو الاستراتيجيتين.

لكن سكان فيتنام الجنوبية كانوا بعيدين كل البعد عن تبني القضية الشيوعية. وقد قعت اعنف المعارك واكثرها دموية في هو العاصمة الامبراطورية القديمة.

كيف تمكن هذا العدد من الجنود الفيتناميين الشماليين من التسلل الى الجنوب؟

 نجح عدد كبير من المقاتلين في عبور خطوط العدو بالتنكر بملابس مدنية بعضهم بثياب نسائية او ببزات يرتديها الجنود الفيتناميين الجنوبيين.

وقد نجحوا في اخفاء الاسلحة تحت البستهم او في شحنات لمواد غذائية او مراكب او شاحنات.

وكانت الولايات المتحدة رصدت تحركات لكنها اساءت تقدير طموحات الشمال وقدراته.

من جهة اخرى، ساعدت الشيوعيين شبكة جواسيس متمركزة في الجنوب وكانت تضم في صفوفها عدد من النساء يعملن بائعات جوالات في هو ويمكنهن جمع معلومات عن تحركات قوات الجنوب.

من ربح؟

 يحتفل ورثة النظام الشيوعي الحاكمون اليوم في هانوي في فيتنام الموحدة، بذكر هذا الهجوم بصفته نصرا حققته فيتنام الشمالية. 

لكن التاريخ الرسمي يغفل ذكر ان الهجوم بحد ذاته شكلا فشلا عسكريا في مرحلة اولى وان كان تأثيره استمر لفترة طويلة.

ولم تنته حرب فيتنام الا في أبريل 1975.