علَّقت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية على الحوار السوري المزمع عقده غداً في منتجع سوتشي بروسيا. وتراوحت نبرة الكُتّاب بين التفاؤل بالمخرجات التي يمكن أن يتمخض عنها اللقاء والواقع الحالي في سوريا.

"الواقع والمأمول"

و كتب سامي عمارة مراسل "الأهرام" المصرية في موسكو تحت عنوان "الحوار السوري في سوتشي بين الواقع والمأمول" يقول: "وسط توقعات موغلة في التفاؤل من جانب موسكو، ونقائضها من جانب واشنطن وعدد من خصوم المصالحة مع النظام القائم في دمشق، يفتتح مؤتمر الحوار الوطني السوري أعماله في سوتشي".

وقال عبد الباري عطوان رئيس تحرير "رأي اليوم" الإلكترونية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لن يسكت على مُحاولات تخريب مؤتمر سوتشي الذي دعا إليه ويتبنّاه كمنظومة بديلة لتتويج انتصاره العسكري، باتفاق سياسي في سوريا".

وأضاف عطوان تعليقا على ما قاله المتحدث باسم قاعدة حميميم العسكرية الروسية من أن عدم حضور المعارضة السورية "سيكون له تبعات عديدة على الأرض"، إن "هذه رسالة تهديد روسية واضحة للمعارضة السورية عنوانها الأبرز هو التصعيد العسكري".

وأشار إلى أن القيادة الروسية التي تدخّلت عسكريا، وخسرت أكثر من 80 عقيداً وجنرالاً وضابطاً في سوريا، لا يمكن أن تضحي بكل هذه الإنجازات التي حققها تدخلها المُكلف ماديا وبشريا على مدى السنوات الثلاث الماضية مهما كلّف الأمر".

وتحت عنوان "سوتشي وحلمنا"، قال مصطفى المقداد في جريدة "الثورة" السورية: "نحمل آمالاً لا نريد لها أن تجهض أبداً ، فنحن من عانى لسبع سنوات ويلات الإرهاب والقتل والتخريب تبعاً لحالة التآمر والمخططات المتواترة إنتاجاً للعنف الخارج من جوهر الإرهاب".

وأضاف: "وبعد محاولات متعددة لسرقة حق تمثيل الشعب العربي السوري تلوح سوتشي كمكان طيب يجمع الممثلين الحقيقيين للمجتمع السوري وسط ترحيب شعبي روسي باستضافتهم لما يجمع الشعبين من علاقات وشيجة تمتد في العمق المجتمعي وتنعكس مواقف سياسية صادقة".

ويرى الكاتب أن السوريين يرون في سوتشي ومؤتمرها "قوة إضافية في عكس الموقف الوطني الثابت في البحث عن أي سبيل لإيقاف نزيف القتل والعودة إلى المؤسسات الدستورية وتأطير النشاطات الوطنية ضمن حدود القانون".

ورقة "مجموعة واشنطن"

وعلّق صالح القلاب في "الرأي" الأردنية على الورقة التي توصلت إليها الولايات المتحدة، ومعها فرنسا وبريطانيا، إضافة إلى الأردن والسعودية، وأحالتها إلى المبعوث الدولي دي مستورا طالبة منه أن يضغط على الحكومة السورية والمعارضة على السواء، لإجراء مفاوضات لإصلاح الدستور السوري وإيجاد بيئة محايدة في سوريا لإجراء انتخابات.

ورأى الكاتب أن هذه الورقة "هي التي 'قزَّمت' مهرجان سوتشي إن لم تنسفه من أساسه ولمصلحة مسار جنيف وبخاصة القرار رقم 2254".

وتعليقاً على هذه الورقة، كتب تركي صقر في "تشرين" السورية يقول إن الإدارة الأمريكية "تكثف من عراقيلها وتضع ما أمكنها من الألغام لتفجر المؤتمر قبل انعقاده ... وكان آخر هذه الألغام ما سمي ورقة 'مجموعة واشنطن' غير الرسمية".

وأضاف أن "أول ما يقال في هذه الورقة اللغم إنها تتعارض كلياً مع القرارات الدولية، لا سيما القرار 2254 الذي تطالب واشنطن ومجموعتها بتطبيقه، فهذا القرار يوضح بما لا يقبل الشك أن وضع الدستور الجديد هو من مسؤولية السوريين أنفسهم، بينما تضع الورقة المشبوهة خطة لدستور جديد مع حيثيات كاملة لصلاحيات الرئاسة ورئاسة الحكومة 'وحكومات المناطق والقضاء والأجهزة الأمنية، وكيفية تشكيل المجلس النيابي'".

ورأى الكاتب أن هذه الورقة هي "لعبة" من واشنطن لتعطل "جهود مؤتمر سوتشي الكبير"، مؤكداً أنه "لن يكون مصير هذه المحاولة الأمريكية الكيدية سوى الفشل الذريع، كما فشلت جميع المحاولات السابقة".