منذ تسلمه منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي بالوكالة تعرّض أندرو ماكابي الذي استقال من منصبه أمس الإثنين لهجمات عنيفة من قبل ترمب، على خلفية التحقيق في قضية بريد المرشحة الديمقراطية السابقة للإنتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون.

إيلاف من نيويورك: في التاسع من مايو الماضي، تبلغ جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي سابقًا، قرار طرده من وظيفته أثناء زيارة كان يقوم بها إلى أحد مكاتب الجهاز الذي يقوده، فتم تعيين نائبه أندرو ماكابي مديرًا بالوكالة، قبل أن يعود إلى منصبه الأساسي، بعد تعيين كريستوفر راي رسميًا في أغسطس من العام الفائت.

صراع مع الرئيس
الرجل القوي في جهاز "آف بي آي" لم يتأخر في دخول حلبة الصراع مع الرئيس، فخلال فترة زمنية قصيرة غرّد ترمب خمس مرات منتقدًا أداء ماكابي، وتحقيقاته في قضية بريد هيلاري كلينتون، وغامزًا من قناة زوجته جيل ماكابي، التي ترشحت عام 2015 لعضوية مجلس الشيوخ في ولاية فرجينيا، وحصلت تبرعات بمئات آلاف الدولارات من الديمقراطيين، لكن الحظ لم يقف إلى جانبها، فخسرت المنافسة.

شعور الخاسرين
الضغوط التي مارسها ترمب على ماكابي لم تشمل فقط التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. ووفق شبكة "إن بي سي"، فإن ترمب اقترح خلال اتصال هاتفي بماكابي بعد تعيينه بالوكالة توجيه سؤال إلى زوجته فحواه: "كيف تشعر عندما تكون فاشلًا". 
ونقلت الشبكة عن مصدر قوله إن الرئيس الأميركي أغلق سماعة الهاتف، بعدما رد ماكابي عليه بالقول: "حسنًا سيدي"، ورفض البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفدرالي التعليق على هذه الأخبار.

لم أصوّت في الانتخابات
أكمل الرئيس مسلسل إحراج مدير مكتب التحقيقات بالوكالة، فأثناء اجتماع في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، سأله عن خياراته في الانتخابات الرئاسية، ولمن أدلى بصوته، فأتى رد ماكابي بأنه لم يصوّت.

وفي الخامس والعشرين من شهر يوليو 2017، خرج ترمب بشكل علني ليتناول موضوع حصول زوجة ماكابي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي بالوكالة، والشخص الذي يشرف على التحقيق في قضية بريد هيلاري كلينتون، على سبعمائة الف دولار من H، في إشارة منه إلى الحرف الأول من اسم المرشحة الديمقراطية، وفي اليوم التالي ضغط ترمب على وزير العدل جيف سيشنز سائلًا عن سبب عدم تعيين مدير لمكتب التحقيقات.

لم تكد صحيفة "واشنطن بوست" تنشر خبرًا يتعلق برغبة ماكابي في التقاعد في مارس 2018، حتى خرج ترمب مجددًا ليعيد التذكير بقضية زوجته، معتبرًا أن اختيار ماكابي عام 2018 للخروج يأتي لرغبته في ضمان الحصول على كامل فوائد التقاعد.