لندن: يقول مارتن أيمس في كتابه غير الروائي الرابع إن الكتّاب كبار السن يجدون الكتّاب الأصغر سنًا مزعجين، لأن ظهورهم في هذا العالم يشبه سلسلة من البرقيات الآتية من الآخرة.

لا بد من أن تكون زيدي سميث على رأس الكتّاب الشباب الذي يزعجون أيمس. فهي مولودة في عام 1975، بينما هو من مواليد 1949. والأكثر من ذلك، إن رواياتها التي بدأت برواية "أسنان بيضاء" أضعفت الكثير من نقاط القوة التي يتميز بها أيمس وجيله من الأدباء.

 متلكئًا عنها

سميث إنكليزية من أصول جمايكية، كتبت روايتها ففتحت عنوة أبواب انكلترا الحديثة متعددة الثقافات "ما بعد بعد" الكولونيالية. تصف رواياتها كيف تغير المجتمع معبدًا الطريق لظواهر مثل وصول شخصية مثل ميغان ماركل التي ستصبح دوقة ساسيكس. ويبدو عمل أيمس الجديد إزاء اعمال سميث متلكئًا عنها بخطوة.

 

زيدي سميث

 

لكن، على الرغم من ذلك، الكاتبان صديقان. تذكره بدفء مرات عدة في كتابها الجديد الذي يضم بين دفتيه مجموعة من المقالات. ويقول أيمس في كتابه إنه يقرأ أعمالها فتعتلي وجهه "ابتسامة إعجاب دائمة".

يتحدث أيمس في كتابه الجديد "احتكاك الزمن" The Rub of Time عن زيارته ناديًا للعروض الإباحية في أميركا، ومغادرته المكان مشمئزًا، وعن مشاركته في مسابقة عالمية بلعبة البوكر ويعالج موضوعات مثل كرة المضرب والإرهاب والأميرة ديانا وحقبة دونالد ترمب الذي يكتب عنه: "لا شيء هنا. لا خجل، لا شرف، لا ضمير، لا معرفة، لا فضول، لا لياقة، لا خيال، لا طرافة، لا استيعاب، ولا عقل".

 تجمعنا الكلمات

يمثل كتاب سميث "كن حرًا" Feel Free رحلة رقيقة، تتحدث فيه كثيرًا عن الفن والحدائق والسفر وموضوعات غير مثيرة للجدل، مثل المكتبات العامة والاحتباس الحراري.

لكنها تبرز في مقالات أخرى ناقدة ثقافية. ومما تكتبه مثلًا: "إن سؤال مغنيي الراب لماذا يتحدثون دائمًا عن أعمالهم كمن يسأل لماذا يعدد الشاعر ملتون بلا نهاية صفات الجيوش السماوية، لأن التباهي شرط نظامي للشكل الملحمي".

ترمب يحضر بشكل عابر في كتاب سميث الذي أنجزته عمليًا قبل بلوغه سدة الرئاسة، لكن الكتاب يضم مقالا لاذاعًا عن "بركسيت"، تستهدف فيه سميث عرابيَه ديفيد كاميرون وبوريس جونسون.

على الرغم من فارق الأجيال بين الكاتبين، يقول أيمس: "تجمعنا الكلمات، وعندما تذهب الكلمات لا يبقى الكثير".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط:

https://www.nytimes.com/2018/01/29/books/review-zadie-smith-feel-free-martin-amis-rub-of-time.html