قالت تقارير مؤكدة أنه في إطار خطوات تجاوز الأزمة السياسية التي تواجهها الحكومة اليمنية فإنه تم بوساطة التحالف العربي منح بعض الوقت للرئاسة اليمنية لتغيير حكومة أحمد بن دغر الذي كان لوّح قبل أيام بالاستقالة.&

إيلاف: قالت مصادر دبلوماسية أمام (إيلاف) إنه في إطار ذلك تم الاتفاق على متابعة التحالف العربي لعملية تعيين الحكومة الجديدة على أن تكون حكومة كفاءات لتقوم بالجانب الخدمي والمعيشي فقط بعيدًا عن المكائد السياسية مع الابتعاد عن أية ممارسات أو تصريحات مستفزة لشعب الجنوب.

وكانت معلومات مؤكدة تحدثت عن طبيعة اللقاء التي عقدتها قيادات قوات التحالف العربي في عدن ممثلة في قيادات سعودية وإماراتية مع رئيس وزراء حكومة الشرعية أحمد بن دغر.

وأكد مصدر إطلع على نتائج اللقاء أن قيادات التحالف طلبت من أحمد بن دغر تقديم استقالته لكي يتسنى للتحالف تهدئة الموقف والدخول في وساطة.

مهام الانتقالي الجنوبي
كما تم السماح في المجلس الانتقالي الجنوبي للحكومة بتأدية مهامهًا موقتًا ابتداء من اليوم الأربعاء حتى الإعلان عن الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن بالتشاور مع اللجنة الثلاثية.

وتم الاتفاق خلال الاجتماع على تعيين قيادة من الحزام الأمني لمعسكرات الحرس واستبعاد الإخواني مهران القياطي والقيادات السابقة لتلك المعسكرات وتعمل القيادة الجديدة على استلام تلك المعسكرات وعودة المقاومة الجنوبية إلى مواقعها.

كذلك جرى الاتفاق على العمل على نقل هذه الأولوية إلى خارج عدن وفق خطة زمنية لعدم حاجة المدينة إلى هذه الثكنات العسكرية وإشراف التحالف العربي على ذلك.

لقاء بن دغر والتحالف
وكان مصدر يمني قال إن أحمد بن دغر أبلغ ممثلي التحالف بأنه مستعد لتقديم استقالته مقابل حفظ ماء وجه حكومته ووزرائها "إلا أن قيادات التحالف أكدت لبن دغر أنه لم تعد هناك فرصة لإعادة ماء وجه الحكومة، والوقت ضيق، وسيتصاعد الأمر، والمخرج الوحيد والأولي هو تقديم بن دغر لاستقالته".

وذكر موقع (التحديث نت) أنه حول مطلب رحيل القوات الشمالية الموضوع أمام التحالف بحسب بيان المقاومة الجنوبية الأحد الماضي، فقد أكدت قيادات التحالف أن هذا المطلب موجّه إليها، وأنها ملتزمة بالاستجابة لمطالب الشعب ومقاومته، وعلى الحكومة الاستجابة للمطالب التي تخصها، وإلا فإنها ستتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات.

تشاور
وأكد المصدر اليمني أن قيادات التحالف طلبت من أحمد بن دغر مرافقتهم إلى مقر قوات التحالف والتباحث حول التداعيات يوم الأحد الماضي، إلا أنه طلب التأني للتشاور مع الرئاسة، وعندما تواصلت قيادات التحالف مع الرئيس هادي فإنه أكد أنه غير متمسك بحكومة أحمد بن دغر، وأن هناك أطرافًا أخرى هي من تتسمك به لغرض تصعيد الخلاف بعدن.

وخلال الاجتماع، قالت قيادات التحالف إن المعلومات لديها تشير إلى أن هناك الآلاف من المقاومين قد يضطرون لاقتحام مقر الحكومة إذا لم تتم الاستجابة لمطالب المقاومة، وأنهم غير مستعدين للتدخل لحماية أي مسؤول في الحكومة، طالما أنهم يرفضون الانتقال إلى مقر قوات التحالف بعدن.

استعداد للاستقالة
يشار إلى أن رئيس الوزراء اليمني كان أعلن قبل أيام استعداده تقديم استقالته من رئاسة الحكومة الشرعية، وقال في نداء إلى رئيس الجمهورية ودول التحالف العربي "إن كانت لدى الأشقاء ملاحظات حول أداء البنك المركزي أو الحكومة فإنني أقولها بوضوح لفخامة الأخ الرئيس: الشعب اليمني أبقى، وإنقاذ اقتصاد ينهار أولى، والله من وراء القصد"، في إشارة واضحة إلى استعداد حكومته تقديم استقالتها.&

يأتي هذا في ظل انهيار متسارع للريال اليمني أمام العملات الأجنبية الأخرى بسبب انعدام العملة الأجنبية في البنك المركزي اليمني واستمرار أعمال الصرف العشوائي في محال الصرافة.

تسارعت وتيرة تهاوي العملة اليمنية، خلال الأيام الماضية، إذ تجاوز الدولار الأميركي 500 ريال يمني في السوق السوداء، فيما يبلغ الرسمي المحدد من البنك المركزي 380 ريالًا للدولار، وتراجع سعر الريال اليمني إلى 133 ريالًا سعوديًا، في حين يبلغ السعر الرسمي 79 ريالًا سعوديًا.

وأكدت وزارة التخطيط، في تقرير لها، أن إيقاف تدهور العملة المحلية وإنقاذ الوضع المالي والاقتصادي للبلد يتطلب الحصول على وديعة نقدية عاجلة توضع في البنك المركزي اليمني.

حق مشروع
إلى ذلك، كانت صحيفة (الأيام) اليمنية قالت في افتتاحية لها إن دعوات إسقاط الحكومة والبحث عن كفاءات وطنية تخرج الشعب من أزمته "حق مشروع للقوى السياسية كافة، غير أن الحشد والتعبئة الخاطئة، التي تقود إلى صراع داخلي بين أطياف الشعب الجنوبي، هو الخطأ الأكبر الذي سيضرب ما تحقق من انتصارات في مقتل ربما سيصعب تداركه".

وتضيف الصحيفة: "ما هو مطلوب من الجنوبيين اليوم هو السعي إلى فرض أمر واقع بإدارة محافظات الجنوب وإشراك كل المناطق بإدارة شؤونها بخبرات أبنائها من دون إقصاء أو تحامل".


&