في مايو الماضي، تنازل الأفغاني حسيب الله وزوجته وأطفاله الثلاثة، الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة عام 2014، عن التأمين الطبي الذي كانت الحكومة الأميركية توفرها لهم، خشية من سياسات انتهجتها إدارة ترمب، وتستهدف التخلص من المهاجرين غير القادرين على إعالة أنفسهم من دون الإستفادة من المساعدات الحكومية.

إيلاف من واشنطن: قال حسيب الله (37 عامًا) الذي يقيم في ولاية كاليفورنيا لـ "إيلاف": "عملت في السفارة الأميركية في كابول لسنوات، ثم حصلت على تأشيرة هجرة وفقًا للقانون الخاص بالأفغان والعراقيين الذين عملوا مع الأميركيين، لكن حينما جئت إلى هنا، كان عليّ أن أبدأ من الصفر، فليس هناك اعتبار لخبراتي العملية ولا اعتراف بشهادتي الجامعية التي حصلت عليها في أفغانستان".

نصيحة محامٍ
لاحظ الأفغاني المهاجر، الذي طلب ذكر اسمه الأول فقط، أنه "في العام المقبل سأكون مستحقًا للجنسية الأميركية، ونصيحة محامٍ&كانت أنه عليّ التنازل عن أي مساعدات حكومية أحصل عليها، لئلا يتم رفض منحي الجنسية".

كانت وسائل إعلام أميركية، بينها موقع "ذا هيل" ذكرت في الأسبوع الجاري أن إدارة ترمب ستبدأ العمل بسياسة&جديدة تقضي بعدم استقبال المهاجرين غير المقتدرين على العيش في الولايات المتحدة من دون مساعدات حكومية، كما إنه سيتم رفض منح الإقامة الدائمة أو الجنسية، للمهاجرين الموجودين في البلاد، الذين يستفيدون من مساعدات حكومية، وقطعها عنهم.

القطع مع سياسة أوباما
تشير إحصاءات إلى أن نسبة المهاجرين الذين يتلقون مساعدات من الحكومة تتراوح ما بين 17 إلى عشرين في المئة. وفي 11سبتمبر الماضي، بدأت وكالة الهجرة ترفض أي طلب يقدم إليها من المستفيدين من خدماتها، مثل الجنسية والإقامة الدائمة أو تصاريح العمل، إذا كانت الاستمارة تحوي أي خطأ أو غير مكتملة، منهية بذلك سياسة كانت تتبعها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وتقضي بمنح المتقدم تسعين يومًا لتصحيح الأخطاء أو إكمال الوثائق الناقصة.

كما وظفت الوكالة عددًا كبيرًا من المحامين والضباط لمراجعة ملفات المهاجرين، الذين حصلوا على الجنسية الأميركية، "للتأكد من كذبهم في الوثائق التي قدمها خلال إجراءات التجنيس"، وهي الخطوة التي وصفها محامون في حديث إلى وسائل إعلام أميركية أنها محاولة من إدارة ترمب "لتطهير الولايات المتحدة من مواطنيها الذين ولدوا خارجها".

خيّب توقعاتنا
يقول مرتضى (46 عامًا)، وهو عراقي كان يعمل في قاعدة للجيش الأميركي في محافظة الأنبار العراقية، وهاجر إلى كاليفورنيا مع زوجته وطفليه عام 2013، "حينما حصلت على الجنسية في يوليو الماضي لم أشعر بالأمان مئة بالمئة، كما كنت أظن، ففي لحظة ما قد يقرر ضابط يراجع ملفي أن هناك معلومات كاذبة، ومن ثم يقرر تحريك دعوى&قضائية لإسقاط الجنسية عني".

ولاحظ مرتضى أن "ترمب يمثل كابوسًا بالنسبة إلى المهاجرين، وكان يتوقع كثيرون، وأنا منهم، أنه ربما يكون أكثر فهمًا لظروفهم باعتبار أن&زوجته الحالية والأولى كلاهما مهاجرتان".