تونس: أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس في تونس ان فرنسا تريد مساعدة هذا البلد "كما نساعد شقيقا او شقيقة"، داعيا الى مضاعفة الاستثمارات الفرنسية في تونس التي شهدت انتقالا ديموقراطيا "غير مسبوق" في العالم العربي.

وفي اليوم الثاني من زيارة الدولة الى تونس، شدد ماكرون مرارا على ضرورة دعم البلد الوحيد الذي ادت فيه ثورة العام 2011 الى انتقال ديموقراطي هادىء.

واكد ماكرون في خطاب امام مجلس النواب التونسي ان "مسؤولية هائلة" تقع على كاهل تونس لان "العالم العربي، المغرب العربي، وكل شواطئ البحر المتوسط تصبو اليكم وهي بحاجة لان تراكم تحققون النجاح (...) فرنسا ستقف إلى جانبكم حتى تُنجحوا هذا الربيع الرائع الذي لا يزال مزهرا".

واضاف ان "التحدي الذي تواجهونه اليوم هو تحويل هذا الربيع الثقافي والديموقراطي الى ربيع سياسي واقتصادي واجتماعي" لكي يكون "هذا النجاح قادرا على تغيير حياة التونسيات والتونسيين، وان يجعل الطبقات الوسطى والطبقات الشعبية تعيش على نحو افضل".

واظهرت موجة الاحتجاجات الاخيرة ضد التقشف وغلاء المعيشة في مدن تونسية عدة في اوائل كانون الثاني/يناير، ان هذا التحدي هائل.

وقال رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر ان "النجاح التونسي يتطلب مزيدا من التعاون بين تونس واصدقائها الفرنسيين والاوروبيين"، داعيا إلى تحويل ديون تونس الى استثمارات. 

كما وجّه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ومسؤولون تونسيون اخرون، والمجتمع المدني خصوصا، دعوات الى مزيد من الدعم لتونس.

واعتبر ماكرون ان مضاعفة الاستثمار الفرنسي خلال فترة رئاسته التي تمتد خمس سنوات هو "هدف قابل للتحقيق". 

وقال في ختام المنتدى الاقتصادي التونسي الفرنسي الذي شارك فيه نحو مئة من كبار رجال الاعمال الفرنسيين "أنتظر مشاركة كاملة من الشركات".

وأضاف الرئيس الفرنسي في حضور أصحاب الشركات الفرنسية بينهم رئيس شركة "أورانج" ستيفان ريتشارد وشركة "إلياد" كزافيه نييل، "لقد أكد العديد من الشركات رغبته في الاستثمار".

وشارك في الوفد الفرنسي ايضا رضا خضر الخباز التونسي العامل في باريس، والذي يوفر الخبز للاليزيه منذ سنوات عدة.

وبالإضافة الى حزمة مساعدات بقيمة 1,2 مليار يورو خلال الفترة ما بين 2016 و2020، اعلن ماكرون انشاء صندوق بقيمة 50 مليون يورو على مدى ثلاث سنوات لصالح رواد المشاريع الشباب.

وقد عانى الاقتصاد التونسي من عدم الاستقرار اثر ثورة 2011، علما ان 35% من الخريجين التونسيين يعانون البطالة.

- "سياسة عربية؟" -
واكد ماكرون خلال زيارته انه يتحدث "بتواضع" عن تونس وبقية دول المغرب العربي والشرق الاوسط.

وفي كلمته التي استمرت نحو ساعة امام البرلمان التونسي قال ماكرون "لا اعرف ما اذا كانت هناك سياسة عربية" لدى فرنسا. واضاف "لا اعرف ما اذا كان يمكن ان تكون هناك سياسة عربية لفرنسا وانا متواضع جدا في هذا الشأن". 

وشدد على ان "الخطأ هو التفكير في أنه يمكن أن نبني سياسة عربية خارج العالم العربي. هذا ليس عمليا". 

وانتقد ماكرون ايضا "اولئك الذين اعتقدوا انه يمكن اطاحة قادة هنا او هناك" وكذلك "اولئك الذين يعتقدون انه يمكن حل النزاعات على بعد الاف الكيلومترات (...) وانه يمكن تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني من الجانب الاخر من المحيط الاطلسي".

وقال في هذا الاطار ان السلام "ليس ممكنا الا اذا كان هناك اعتراف بدولتين حرّتين تكون القدس عاصمة لكل منهما". 

واعتبر انه "اذا اردنا بناء السلام والاستقرار في كل انحاء العالم العربي، فيجب ان نقبل بتواضع بأن يتم بناؤهما في داخله". 

واجتمع ماكرون مع ممثلين للمجتمع المدني التونسي بعد ظهر الخميس، ومن المقرر ان يتوجه الى السنغال مساء في زيارة دولة. 

وقد زارت بريجيت ماكرون عقيلة الرئيس الفرنسي، برفقة عدد من الاطفال، متحف باردو في تونس الذي كان مسرحا لاعتداء جهادي دام عام 2015. ثم توجهت الى مقر مصمم الازياء التونسي عزالدين عليا الذي توفي في الاونة الاخيرة.