ناقشت صحف عربية تطورات الأزمة في اليمن بعد أن ساد هدوء نسبي في مدينة عدن، ووصول وفد سعودي إماراتي في محاولة لدعم وقف إطلاق النار.

وتساءلت صحف ما إذا كان هذا الهدوء النسبي سيدوم.

وأبدى كتاب تشاؤمهم بسبب "وجود رغبة الانفصال" في الجنوب، غير أن كتابا آخرين رأوا أن الأزمة كانت مجرد "سحابة صيف".

جنوب يرغب في الانفصال

يقول عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية: "معظم أهل الجنوب اليمني لا يريدون حكم يمن موحد، وإنما جنوب منفصل، ووفق اعتبارات قبلية ومناطقية، ومثلما أسست بريطانيا دولا فوق آبار نفط في الخليج، فإن هذه الأزمة ستتمخض عن دول وأعلام على طريقة المدن الرومانية المتناحرة، وقد تلعب عدن دور "بيزنطة" في أفضل الأحوال".

كذلك يرى عبد الرحمن الراشد، في الشرق الأوسط اللندنية، أن هناك "رغبة الانفصال والتنظيم الداعم له في داخل اليمن"، ويقول: "وفي الجنوب تيار واسع يلقي اللوم على الوحدة اليمنية بأنها هي التي أفقرته وتسببت في القمع والظلم الذي لحق به. ولا شك أن حكم الرئيس الراحل صالح دمر اليمن كله، ومسؤول كثيرا عن الفشل الذي أصاب الدولة".

ويبرز مشاري الذايدي في الجريدة نفسها حجم الخلاف بين الشمال والجنوب، إذ يقول: "الخلاف حقيقي بين الطرفين، وله جذور قديمة؛ أهل الجنوب، يرون أن لديهم فرصة تاريخية نادرة للخلاص من أهل الشمال، والاستقلال بحكم جنوبهم. أهل الشمال، وهم عماد القوة السياسية والعسكرية والإعلامية التي تعتمد عليها الشرعية اليمنية، التي يرأسها رئيس جمهورية هو جنوبي، ورئيس حكومة هو أيضا جنوبي! يرون أن الحفاظ على كيان اليمن مصلحة عليا لا تراجع عنها".

من جانب آخر، يوجه محمد علي الطويل، في عدن الغد اليمنية، اللوم للجنوب اليمني بسبب خلافاته الداخلية.

يقول: "ليس بجديد على الجنوب الصراعات العبثية طالما بعض القلوب غير مفتوحة لبعضها البعض بل يدس بعضها السم في العسل للبعض الاخر ولا يقبلون بالآخر بل يرون في أنفسهم وفلكهم الوطن والوطنية ومن يخرج عن طور ذلك عدوا لهم بينما الوطن والوطنية بريئين من ما يفعلون ويزعمون أكان ذلك نابع منهم أو بإيعاز غيرهم".

أما حسام الليثي، فيؤكد في جريدة الأمناء اليمنية أن الجنوب لابد أن تكون له السيادة.

يقول: "فقضيتنا الجنوبية تسير في طريقها الصحيح وتمشي بخطى ثابته ومدروسة نحو تحقيق الهدف الذي سقط شهداؤنا من أجله والمتمثل باستعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة".

"سحابة صيف"

من ناحية أخرى، أبدت الخليج الإماراتية تفاؤلا بانتهاء الاقتتال في اليمن.

وتقول الجريدة في افتتاحيتها: "الدور الذي لعبه التحالف تمكن من إعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، واستطاع بتعاون كافة الأطراف من وضع حد للأزمة، التي كانت بمثابة سحابة صيف يأمل الجميع أن تكون قد انتهت إلى غير رجعة. كانت قناعة التحالف العربي، ولا تزال، تتمثل في أن المعركة لا بد وأن توجه إلى العدو المشترك لليمنيين كافة، والمتمثل بجماعة الحوثي".

من جهة أخرى، يشير زين العابدين عثمان الدور إلى ما وصفه بأنه "مشروع سعودي إماراتي مشترك ربما يعتبر هو خطة ما بعد تحرير الجنوب ممن أسموهم بالحوثيين" بهدف تبادل "الأدوار بين السعودية والإمارات في إدارة ملف الجنوب وأيضا تقسيم أراضي المناطق الجنوبية وفقا لما يتطابق مع مصالح القطبين وبما يعزز نفوذهما وقد لا يعزب أن يدفع بالجنوب نحو الانفصال عن الشمال".