الرباط: بعد الجدل الذي خلقته في وقت سابق الوزيرة المنتدبة المكلفة الماء شرفات افيلال ، موقظة الحس الساخر لدى المغاربة، حين قالت في برنامج حواري على القناة الأولى، إن النائب البرلماني لا يحتكم بعد نهاية ولايته إلا على « جوج فرانك » ( بضعة قروش) كمعاش، عادت وزيرة الأسرة و التضامن والمساواة والتنمية الإجتماعية بسيمة الحقاوي بدورها لتثير غضب المغاربة، بسبب تصريحاتها الأخيرة حول الفقر.

لم يفوت العديد من المغاربة الفرصة من جديد للتعقيب على تصريحات الوزيرة الحقاوي بطريقتهم الخاصة، ليبدعوا في ابتكار النكت الساخرة كعادتهم في التهكم على معيشهم اليومي و على القادة السياسيين. 

منذ التصريحات التي خرجت بها الوزيرة المثيرة للجدل حول الفقر في أحد البرامج الحوارية على قناة « ميدي 1 تيفي » قبل أيام، حين قالت إن من يربح 20 درهما (حوالي دولارين) في اليوم ليس فقيرا، والنكت تتناسل من دون انقطاع على مواقع التواصل الإجتماعي. 

وكانت الحقاوي صرحت إنه حسب تقارير المندوبية السامية للتخطيط فإن من يربح 20 درهما في اليوم يعد فوق عتبة الفقر، وهي التصريحات التي خلقت جدلا قويا في أوساط المغاربة الذين طالب عدد منهم بتقليص أجرة الوزيرة ومنحها 20 درهما يوميا لتظهر للمواطنين كيف يمكنها العيش بهذه الدراهم التي قال كثيرون عنها إنها لن تكفي حتى لشراء حبل ولفه حول العنق، بدل سماع مثل هذه التصريحات التي تسخر من المغاربة ومن ذكائهم ،على حد تعبيرهم. 

وعندما أفرغ العديدون شحنة الغضب التي أثارتها تصريحات الحقاوي، و التي جعلتهم ينشرون صورا لعدد من الوزراء المنتمين لنفس حزب الوزيرة (العدالة و التنمية) على صفحاتهم مبرزين اياهم كيف كانوا قبل الإستوزار و كيف أصبحوا بعده.

يومان بعد تصريحات الحقاوي،بدأ الحس الساخر يبدع في النكت التي لا حصر لها، وكانت آخرها أن أسعار المواد الإستهلاكية في الأسواق أصبحت تباع بعملة جددة أطلقوا عليها إسم « بسيمة » وهي تعادل 20 درهما، فكيلوغرام واحد من الموز أصبح سعره « نصف بسيمة » (أي 10 دراهم »، و « البيجاما » مثلا تباع ب »3 بسيمات « أي ما يعادل 60 درهما، فيما يسأل التاجر زميله « هل يمكنك صرف ورقة « بسيمة » دراهم من فضلك؟ » وهكذادواليك.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تخرج فيها وزيرة الأسرة و التضامن بتصريحات مثيرة للجدل، بل سبق و ان علقت قبل شهرين على حادث التدافع الذي أودى بحياة نساء بإقليم شيشاوة حين كن ينتظرن دورهن لتسلم إعانات عذائية من إحدى الجمعيات الخيرية، أنه كان بسبب « اللهطة » (أي اللهفة)، مضيفة أنه حان الوقت لكي يتعلم المغاربة النظام و الوقوف في طوابير بدل الفوضى، وهي التصريحات التي جرت عليها الكثير من الإنتقادات في أوساط المغاربة.