حذرت صحف عربية من استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ظل موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعم لإسرائيل واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ونبدأ من صحيفة القدس الفلسطينية التي قالت في افتتاحيتها "إن العنجهية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً من إدارة الرئيس ترامب وحاشيته، لا يمكن أن تجلب السلام في المنطقة بل على العكس من ذلك فإن هذه العنجهية المدعومة أمريكياً، ستقود إلى تصعيد حالة العداء، ليس فقط بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن أيضاً بين الإسرائيليين والأمة العربية والإسلامية، وبالتالي انعكاس ذلك على العالم قاطبة".

وبالمثل، رأى إميل أمين في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن الراعي الأساسي في عملية السلام "طرف منحاز، تحكمه في حركته وقراراته ومبادراته قوانين انحيازه قبل أي قانون آخر، فمن يتوقع من أمريكا صيغة حل لا يتم التفاهم عليها مع الحليف الإسرائيلي؟ وحين يكون سقف الحل الأميركي هو الرضا الإسرائيلي، فيمكن دون عناء، وحتى دون معلومات، أن نتعرف على محتوى الحل وخلاصاته".

وأشار أمين إلى أنه "قد يفرض الأمريكيون والإسرائيليون سيناريو معيناً على الفلسطينيين، كأن تطبق أجزاء منه من طرف واحد، وقد يحشر الفلسطينيون في زاوية حادة ضيقة بمساحة قدرتهم على تغيير الاستراتيجيات الأمريكية والإسرائيلية، غير أن ذلك بالمقاييس الموضوعية هو الوصفة الأكيدة والمضمونة لاستمرار الصراع وانفجاره، ولو على فترات متباعدة".

وتساءل سري سمور بدوره في شبكة النبأ العراقية: "إذا كانت اسرائيل قد تمكنت من جعل نقاط قوتها في مواجهة نقاط ضعف أعدائها خلال العقود الأخيرة غالباً، فكيف يمكن تغيير هذه المعادلة في ظل دعم أمريكي سافر".

واستطرد الكاتب قائلاً: "لا أحد يستطيع تقديم اجابة أكاديمية مباشرة عن السيناريوهات المحتملة، خاصة أن التفاعلات والأحداث في المنطقة تسير بوتيرة متسارعة، تبدو فيها اسرائيل قوة فاعلة تستطيع جعل مخططات كانت في الماضي ضرباً من الخيال والهذيان إلى واقع مطلوب التكيّف أو التعاطي معه".

وفي صحيفة الرأي الكويتية كتب وليد الرجيب يقول إن "صورة أمريكا تهتز وأن الاستياء والتذمر والعناد بلغ الدول والحكومات، فلم تعد أسطورة قائدة الديمقراطية والحرية في العالم تنطلي على أحد".

"خطوة في الاتجاه الصحيح"

من ناحية أخرى، أشادت افتتاحية صحيفة الرياض السعودية بـ"رفض وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الخميس الماضي قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتحديدهم خطوات للتعامل مع القرار، ووصفت الرياض الموقف العربي بالخطوة التي جاءت في الاتجاه الصحيح بتوافق عربي لا نراه كثيراً".

أما صحيفة الوطن العمانية فدعت إلى وحدة الصف الفلسطيني التي ستكون أقوى رد وأمضى سلاح يدفع به الفلسطينيون الشر والتآمر عن أنفسهم وقضيتهم. وانتقدت الصحيفة "الفصائل المتسببة في الانقسام الفلسطيني، والتنافر بينهم، ونعني بها هنا تحديدًا حركتي فتح وحماس اللتين لم ترتقيا بعد إلى مستوى الآمال والطموحات للشعب الفلسطيني، ولا تزالان، بكل أسف، تخيبان هذه الآمال والطموحات لديه، وتبعثان إلى أعداء الشعب الفلسطيني وقضيته رسائل مغلوطة، تدفع هؤلاء الأعداء إلى مزيد من العمل والتحرك ليس نحو إبقاء الانقسام الفلسطيني وتعميق شرخه فحسب، وإنما نحو إنجاز ما اشتغلوا عليه من صفقات تآمرية تهدف إلى القضاء على كل ما هو فلسطيني".