الرباط: بعد ساعات طويلة من التداول والنقاش، انتخب المؤتمر الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية المغربي، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، محمد أمكراز، كاتبا وطنيا خلفا لخالد البوقرعي، بعد حصوله على غالبية الأصوات.

وتمكن أمكراز المحسوب على التيار المؤيد لتوجه ابن كيران، من حسم المعركة لصالحه، ملحقا هزيمة كبيرة بمحمد الطويل، عضو الأمانة العامة القريب من سعد الدين العثماني، حيث حصل أمكراز على 474 من مجموع أصوات 579 مؤتمرًا، فيما نال الطويل 71 صوتا، ثم سعد حازم 55 صوتا، وجرى إلغاء 6 أصوات.

وقال الكاتب الوطني الجديد لشبيبة العدالة والتنمية، بعد انتخابه، إن الشبيبة ستواصل الاشتغال والعمل في «إطار المشروع الإصلاحي الكبير لحزب العدالة والتنمية، وستقف في مواجهة الفساد والتحكم»، معتبرا أن انتخابه «مسؤولية ثقيلة تواجه منعرجات خطيرة، وصعوبات داخلية وتحديات خارجية».

ورغم أن انتخاب أمكراز على رأس الشبيبة كان أمرًا متوقعا، غير أن المعطيات التي حصلت عليها «إيلاف المغرب»، كشفت بأن الأمانة العامة للحزب بقيادة سعد الدين العثماني، كانت غير راغبة في توليه القيادة ودفعت في لقائها الذي خصصته للحسم في لائحة الأسماء الثلاثة، باتجاه إبعاده من المنافسة، الأمر الذي أثار نقاشا ساخنا بين قيادة الحزب.

وأفادت المصادر عينها، بأن التأخير الذي حصل في بداية أشغال الجلسة العامة للمؤتمر، والذي دام حوالي ثلاث ساعات، يرجع بالأساس إلى الخلاف الذي شهده لقاء الأمانة العامة للحزب، والذي انتهى بإيجاد صيغة توافقية والقبول بإدراج اسم أمكراز، كمقترح ثالث خلف الطويل وحازم، رغم أن الأول تصدر قائمة الأسماء الستة التي أحالتها اللجنة الوطنية لشبيبة "العدالة والتنمية" عليها، لاختيار ثلاثة أسماء من بينها.

وتأتي هذه المحطة الجديدة، لتؤكد أيضًا، أن الانقسام والخلاف مستمر بين التيارين اللذين يبحث كل منهما على ضمان وصول عناصره لقيادة هيئات ومؤسسات الحزب المؤثرة، سعيًا وراء التمكين لتوجهه وقراءته للسياق السياسي الذي تعيشه البلاد وانعكاساته على الحزب.