لندن: بعد عقود من اعتماد السعودية على عائدات ثروتها النفطية لتمويل مشاريعها التنموية، تسعى المملكة الآن الى ربط مستقبلها بمورد طبيعي آخر لديها وفرة منه هو ضوء الشمس.

وتشهد السعودية اليوم مجهوداً طموحاً مهندسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد المملكة ودفع عجلة النمو بطرق متعددة منها الاستثمار في الطاقة المتجددة ، حيث لا تريد الحكومة السعودية أن تعيد تشكيل خليطها من مصادر الطاقة فحسب، بل وان تظهر بوصفها قوة عالمية في الطاقة النظيفة ايضًا، كما افادت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير من الظهران.

واشار التقرير الى اتفاق الحكومة في الرياض مع شركة أكوا باور السعودية على بناء مزرعة شمسية لمد نحو 200 الف مسكن بالطاقة الكهربائية. وسيكلف المشروع 300 مليون دولار ويوفر المئات من فرص العمل ، كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن تركي الشهري رئيس برنامج الطاقة المتجددة في المملكة. 

وتهدف السعودية الى استثمار 7 مليارات دولار بحلول نهاية العام الحالي لبناء سبع محطات توليد شمسية جديدة ومزرعة رياح كبيرة. وتأمل المملكة بأن تتمكن مصادر الطاقة المتجددة من المساهمة بنسبة 10 في المئة من اجمالي توليد الطاقة في السعودية بحلول عام 2023.

وقالت جيني تشايس المحللة في شركة بلومبرغ نيو انيجري فايننس لأبحاث السوق "إن جميع المطورين الكبار يراقبون السعودية" اليوم منوهة بخطط المملكة الكبيرة في هذا القطاع. واعتبرت الاتفاق مع شركة أكوا باور "الخطوة الأولى في بناء ما يتوقع كثيرون ان يكون سوقاً كبيرة".

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها ان وزير الطاقة خالد الفالح جعل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أولوية بعد توليه الوزارة في عام 2016 واستحدث دائرة جديدة لتسريع العمل. وفي هذا الشأن، قال الشهري إن برنامج الطاقة المتجددة الذي يرأسه يواجه مهمة تتسم بالتحدي. ويتطلب تحقيق اهداف السعودية الكبيرة في هذا المجال توقيع عقود على سلسلة من المنشآت الجديدة بحلول نهاية 2020. وأكد الشهري ان العمل الذي انجزته المملكة في هذا القطاع سابقاً سيجعل تحقيق الأهداف الكبيرة ممكناً الآن. 

ولاحظ التقرير ان موقع السعودية واحوالها المناخية تعني ان لديها الكثير من المواقع الواعدة لبناء مزارع شمسية وريحية لا سيما وان كلفة بناء وتشغيل هذه التكنولوجيات انخفضت بحدة في انحاء العالم خلال السنوات الأخيرة.

وتلقت السعودية لتنفيذ مشروعها الجديد عروضاً بشأن المزرعة الشمسية التي ستُبنى في مدينة سكاكا شمال السعودية.

وقال التقرير إن السعوديين يعتمدون على المكيفات في فترة طويلة من السنة وان حرارة الصيف السعودي تزيد الطلب على الطاقة بحدة لتشغيل هذه المكيفات. والكثير من هذه الكهرباء تولده محطات تعمل بالنفط. وفي يونيو الماضي كانت هذه المحطات تستهلك ما متوسطه 680 الف برميل في اليوم ، كما جاء في تقرير نيويورك تايمز مؤكدًا ان مشروع سكاكا سيمكن السعودية من الاستمرار في التركيز على انتاج النفط وتصديره لتمويل مشاريعها وفي الوقت نفسه تنفيذ الانتقال الى الطاقة النظيفة.

 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.nytimes.com/2018/02/05/business/energy-environment/saudi-arabia-solar-renewables.html?hp&action=click&pgtype=Homepage&clickSource=story-heading&module=first-column-region®ion=top-news&WT.nav=top-news