استحوذت ترينيتي ميرور على مطبوعات إكسبرس التي تصدرها نورثرن آند شيل مقابل 126 مليون جنيه استرليني في استثمار يصفه المحللون بالمجدي.

إشترت "ترينيتي ميرور" صحف "دايلي إكسبرس" و "صنداى إكسبرس" و"دايلي ستار" ومجلة "أوكي"، من خلال استحواذها على شركة "نورثرن آند شيل" التي تملك هذه المطبوعات، وذلك مقابل 126.6 مليون جنيه استرليني.وبحسب تقرير نشره موقع بي بي سي، أعلنت شركة "ترينيتي ميرور" مالكة صحيفة دايلي ميرور، إنها ستستحوذ على كل الأصول التي يملكها ريتشارد ديزموند فى "نورثرن آند شيلز"، بعد أشهر من المحادثات في هذا الإطار.

استثمار ذكي

كانت "ترينيتي ميرور" أعلنت فى سبتمبر الماضي إنها دخلت في مفاوضات لشراء هذه المطبوعات، من خلال شراء أصول "نورثرن آند شيل" التي تأسست في عام 1974، وأطلقت مجلة "أوكي" في عام 1993، وحصلت على تصريح بنشر "إكسبرس" في عام 2000.

وبهذه الصفقة، يكون الثري ريتشارد ديزموند قد غادر ميدان النشر بعد 43 عامًا قضاها في هذه المهنة، وبعد 18 عامًا من تملكه صحفًا بريطانية.

ونسبت بي بي سي إلى سايمون فوكس، المدير التنفيذي في "ترينيتي ميرور" قوله: "تملك منشورات نورثرن آند شيل رصيدًا كبيرًا من القراء والمخلصينبها، وحضورًا رقميًا متزايد، وعائدات مستقر، وهي تلائم ترينيتي ميروربشكل ممتاز".

أضاف: "إنه استثمار ذكي، واستغرق التفكير في هذه الصفقة وقتًا كافيًا"، مؤكدًا أن الصفقة هذه ستؤدي حكمًا إلى التفوفير في الكلفة، اعتمادًا على قدرة هذه المطبوعات على تمويل نفسها بنفسها، فعلى سبيل المثال، بدلًا من إرسال مراسلين اثنين لتغطية مباراة في كرة القدم، بمكننا إرسال مراسل واحد". وبحسبه، تتوقع "ترينيتي ميرور أن توفر هذه الصفقة 20 مليون جنيه استرليني سنويًا.

وختم فوكس بالقول إن هذه الصحف ستحتفظ بهوياتها الخاصة، "فلا صحيفة دايلي إكسبرس ستتحول إلى مطبوعة يسارية، ولا ميرور ستتحول إلى مطبوعة يمينية"، وذلك ردًا على تقارير وتحليلات صحفية رأت أن هذه الصفقة ستضع "ميرور" المعروفة باتجاهها اليساري في خندق واحد مع صحيفتي "دايليإكسبرس" و"صنداي إكسبرس" اليمينيتين اللتين دعمتا خيار مغادرة بريطانا الإتحاد الأوروبي فى استفتاء عام 2016، وانتهى بفوز خيار بريكست.

ليس حلًا.. ولكن!

تعليقًا على هذه الصفقة، قال دايفيد سيليتو، المحلل في بي بي سي، إنه قبل خمسين عامًا، كانت "دايلي ميرور" و"دايلي إكسبريس" أكبر صحيفتين في بريطانيا، باعتا أكثر من ثمانية ملايين نسخة يوميًا. أما اليوم، فمبيعاتهما مجتمعة تقل عن مليون نسخة، وتستمر في الانخفاض.

أضاف: "هذا ليس حلًا لمسألة انخفاض الإقبال على الصحيفة الورقية، لكنها وسيلة لتحقيق الاستفادة القصوى من أصول متدهورة، حتى يجد شخص ما الوسيلة المثلى لتعزيز الإيرادات من الأخبار في عصر الإنترنت".

سأل سيليتو: "ماذا سيحدث للصحافة؟ تستهدف صيغة "إكسبريس" في تقديم صفحتها الأولى من مزيد أخبار الصحة والطقس والمهاجرين قراءها المخلصين، لكن هؤلاء يتفدمون في السن ويتناقصون عددًا، وقرار تحويل وجهة الصحيفة بشكل راديكالي شجاع جدًا".

ختم: "لصحيفة إكسبرس تاريخ طويل من التشكيك بجدوى الاتحاد الأوروبي. وكانت واحدة من صحف قليلة عارضت الانضمام إلى السوق الأوروبية المشتركة في أوائل سبعينيات القرن الماضي، على الرغم من أنها دعمت خيار "نعم" في استفتاء عام 1975.

هذا وأوردت بي بي سي أرقامًا دالة على عدد النسخ الموزعة يوميًا من الصحف المتعلقة بهذه الصفقة، بحسب التقارير الصادرة بنهاية ديسمبر 2017: دايلي ميرور (581,877 نسخة)، سانداي ميرور (493,069 نسخة)، سانداي بيبول (191,188 نسخة)، دايلي ستار (391,509 نسخة)، دايلي ستار – سانداي (239,853 نسخة)، دايلي إكسبرس (364,933 نسخة)، سانداي إكسبرس (317,893 نسخة).

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط:

http://www.bbc.co.uk/news/business-42991304