قال 64 في المئة من قراء "إيلاف" إنهم لا يجدون في فيديوهات يوتيوب مواد إعلامية موثوقة. فلا مصدرها موثوق، ولا محتواها موثوق، وكل هذا يضع الموقع في خانة تقديم محتوى ترفيهي لا أكثر.

إيلاف من دبي: في استفتائها الأسبوعي، سألت "إيلاف" قراءها: "هل تجدون في فيديوهات يوتيوب مواد إعلامية موثوقة؟"، فاستجاب لهذا الاستفتاء 767 مشاركًا، صوّت منهم 279 بـ"نعم"، أي بنسبة 36 في المئة، فيما صوّت 488 مشاركًا بـ"لا"، بنسبة 64 في المئة.

ربما يرفد هذا الاستفتاء الجدل المستعر في أنحاء العالم اليوم حول مسألة الأخبار الملفقة. لكن ثمة من يسأل، وهو تحديدًا أحد المجيبين بـ "نعم" على سؤال "إيلاف": "كيف لا أثق بما أراه في فيديو بالصوت والصورة؟".

إشكاليتا المصدر والمحتوى
جوابًا على هذا السؤال، يقول عمر العلايلي، مؤسس شركة "رووت لتقانة المعلومات" في بيروت ورئيسها التنفيذي، لـ "إيلاف" إن أسبابًا عدة تمنع اعتبار المقاطع المصورة في يوتيوب موثوقة على المستوى الإخباري، "فأولًا، نواجه إشكالية توثيق المصدر، فالكل قادر على رفع أي فيديو على يوتيوب، من دون أن يكون مصدرًا موثوقًا؛ وثانيًا، نواجه إشكالية توثيق المحتوى على مستويين: إن كان الفيديو من نوع إنفوغرافيك، كثيرًا ما تكون المعلومات والإحصائيات الواردة فيه غير موثوقة، بل مدسوسة لتمرير معلومة ما، وإن كان الفيديو مصورًا بكاميرا عادية أو بكاميرا هاتف ذكي، لا يمكن التأكد من أن توصيفها يطابق ما فيها، فعلى سبيل المثال، يمكن عرض فيديو لحدث حصل في بلد، وينشر على أنه حصل في بلد آخر، ولا سبيل إلى التأكد من صحته".

إن التثبت من صحة المعروض أولًا ومن صحة مصدره ثانيًا هو العائق أمام الثقة الكاملة بما يتم تحميله من مقاطع مصورة على يوتيوب. يضيف العلايلي: "ثمة معايير وضوابط تحكم العمل الإعلامي المحترف، يتقيد بها الإعلاميون المحترفون، إن في الإعلام التقليدي أو في الإعلام الحديث، إلا أن رفع المقاطع المصورة متاح للجميع، أي لكثيرين لا يتقيدون بهذه الضوابط، وهذا ما يمنع من الاعتماد على يوتيوب مصدرًا إخباريًا موثوقًا".

تجربة تلفيق
تصديقًا لذلك، لا بد من تسليط الضوء على تجربة شركة The Woolshed الأسترالية، قامت بها على مدار عامي 2015 و2016، صنعت خلالهما 8 مقاطع فيديو تصور حوادث مختلفة، من هجمات أسماك قرش إلى صواعق البرق، مرورًا بفيديو لفتاة متزحلقة على الجليد لم تلاحظ دبًا يطاردها، تتضمن محتوى فكاهيًا أو غريبًا وبثتها في يوتيوب عبر حسابات وهمية في أزمنة متفرقة.

جذبت هذه المقاطع انتباهًا عالميًا، وشاهدها مشاهدون في 180 دولة، وشاعت بشكل واسع على شبكات التواصل الإجتماعية، خصوصًا على يوتيوب، فجمعت نحو 205 ملايين مشاهدة، أي ما يعادل 164 سنة من المشاهدة وفق ما أشارت إليه الشركة.

وحصدت مقاعها المصورة أكثر من نصف مليون تعليق، مسببة جدلًا واسعًا بشأن صدقيتها. وبحسب تقرير نشره موقع beopen، قال ديف كريستيسون، المدير المسؤول في الشركة الأسترالية، إن الهدف من هذه التجربة اكتشاف أبعاد الإعلام الجديد، "حيث تدرس الشركة كيفية صنع محتوى قصير قابل للمشاركة على مدى واسع، وفي الوقت نفسه قابل لأن يعرض على جمهور عالمي من دون تكلفة مرتفعة أو حملات دعائية أو ترويج إعلامي، واختبرت الشركة طرائق إبتكار كثيرة استطاعت بها معرفة ما يريد المشاهد رؤيته وكيفية إيصالها إليه".​