أطلقت 6 دول هي الإمارات والبرتغال وكوستاريكا والمكسيك وكازاخستان وسلوفينيا "التحالف العالمي للسعادة"، الذي يضم وزراء من الدول الست، وذلك ضمن أعمال اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات في دورتها السادسة، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.

إيلاف من دبي: أكد جيم يونغ كيم رئيس مجموعة البنك الدولي أن هناك دراسات تشير إلى أن 15% من الوظائف الحالية ستختفي مستقبلًا بسبب الأتمتة، في حين أن 65% من طلاب المرحلة الابتدائية في يومنا هذا سيمارسون وظائف ليست موجودة اليوم. 


أضاف أن أسواق العمل ستشهد تغييرات كبيرة، إذ ستكون لدينا فجوة عمالة تقدر بنحو 300 مليون شخص في عام 2050، نتيجة دخول 450 مليون شخص إلى أسواق العمل، ومغادرة 150 مليونًا، بينما العالم بحلول عام 2020 سيحتاج 139 مليون وظيفة، تزيد في عام 2030 إلى 180 مليون وظيفة".

نهج السعادة
تفصيلًا يهدف التحالف العالمي للسعادة إلى تعميم مفهوم السعادة كأساس وغاية للتنمية والعلاقات بين الأمم، وتبادل الخبرات وقياس أثر التجارب الرائدة في تكريس السعادة كنهج للعمل الحكومي في القطاعات كافة، إذ جاء إطلاق هذا التحالف في أعقاب الزخم الذي حققه الحوار العالمي للسعادة، الذي أقيم عشية انعقاد القمة العالمية للحكومات في دورتها السادسة. وضم التحالف وزراء من الإمارات والبرتغال وكوستاريكا والمكسيك وكازاخستان وسلوفينيا.

وقّع اتفاقية تأسيس التحالف، وزيرة الدولة الإماراتية للسعادة وجودة الحياة، عهود بنت خلفان الرومي، ووزيرة شؤون الرئاسة والتحديث الإداري في البرتغال، ماريا مانويل إيتاو ماركيز، ووزيرة التخطيط الوطني والسياسة الاقتصادية في كوستاريكا، أولغا مارتا سانشيز أوفيدا، ووزير الإعلام والاتصال في كازاخستان، دورين أبايف، ووزير التنمية والمشروعات الاستراتيجية والتناغم المجتمعي في سلوفينيا، ألينكا سميركولج، ورئيس ديوان الرئاسة في المكسيك، فرانسيسكو غوزمان أورتيز.

استثمار في الأمن والتعايش
وأكد الشيخ محمد بن راشد أن العالم بحاجة إلى صيغة جديدة للتحالفات الهادفة إلى خير الإنسان وسعادته، قائلًا "التحالف العالمي للسعادة يعبّر عن رسالة تلتقي فيها دولة الإمارات مع تطلعات وآمال الشعوب حول العالم، التي تطمح إلى مستقبل أفضل.. حان الوقت لنُجمِع كحكومات على آليات عمل لتحقيق السعادة للناس والارتقاء بجودة حياتهم.. سعادة الناس من وجهة نظرنا، مقياس لكفاءة الأداء الحكومي وركيزة لتقييم السياسات والبرامج، وقاسم مشترك لعمل القطاعين الحكومي والخاص. هذا التحالف فرصة لتبادل المعارف والخبرات والاستفادة من تجاربنا كدول، ومناسبة لعرض رؤيتنا في دولة الإمارات لأهمية السعادة، وما تشكله من غاية سامية لعمل الحكومة".

تابع أن "الاستثمار في السعادة هو استثمار في الأمن والسلام والتعايش بين شعوب الأرض.. السعادة عدو الكراهية والتطرف، ونتطلع إلى أن يؤسّس التحالف الدولي للسعادة لتغيير إيجابي في العالم".

300 مليون شخص فجوة عمالة في 2050
وضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، تحدث جيم يونغ كيم رئيس مجموعة البنك الدولي، في جلسة بعنوان "دور الحكومات في بناء رأس المال البشري" حضرها الشيخ محمد بن راشد.

وقال كيم إن «الاستثمار في البشر هو الأهم من بين أنواع الاستثمار الأخرى، وإن أمورًا كثيرة ومستجدات طرأت على واقع التكنولوجيا، وثمة أسئلة كثيرة عمّا إذا كان التنافس سيكون متاحًا أمام الدول الأقل تنمية ودخلًا.. وستشهد أسواق العمل تغييرات كبيرة، إذ ستكون لدينا فجوة عمالة تقدر بنحو 300 مليون شخص في عام 2050، نتيجة دخول 450 مليون شخص إلى أسواق العمل، ومغادرة 150 مليونًا، بينما سيحتاج العالم بحلول عام 2020 ، 139 مليون وظيفة، تزيد في عام 2030 إلى 180 مليون وظيفة".

عدد الوظائف أم جودة الحياة؟!
تابع أن "التحدي لا يقتصر على عدد الوظائف التي يحتاجها العالم، بل يشمل جودة الحياة، بعد أن تصبح الإنترنت متاحة لثمانية مليارات شخص.. والمقارنة لن تكون بين أجر إنسان وآخر، بل بين ما يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت، وتاليًا ستزداد الرغبات والآمال، وستكون الطموحات كبيرة، لأن ثقافة وطبيعة العمل ستختلفان جذريًا".

ضرب كيم أمثلة عدة لعدد من الدول التي تحاول توظيف التكنولوجيا لتحسين مستويات المعيشة، كما في رواندا التي تستخدم طائرات بدون طيار، لتوفير بعض الخدمات الطبية، وتحديدًا لإيصال أكياس الدم إلى من يحتاجونه في المناطق النائية، لافتًا إلى أن "هذا التقدم في مجال توظيف التكنولوجيا يخلق تحديات ناجمة من تعطيل وظائف كثيرة، كانت متضمنة في تلك المجالات.. دراسات تشير إلى أن 15% من الوظائف الحالية ستختفي مستقبلًا بسبب الأتمتة، في حين أن 65% من طلاب المرحلة الابتدائية في يومنا هذا سيمارسون وظائف ليست موجودة اليوم".

ومضى يقول "المستقبل سيغير طبيعة التعليم ونوعيته، كما سيغيّر نمط حياتنا الغذائي، وهناك دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عن مقاييس النمو المطلوبة، خصوصًا خلال العامين الأولين من العمر". وتحدث عن مشكلة التقزّم التي تؤثر في الدماغ ومستوى الذكاء مع طرح بعض الإحصاءات عن بعض المناطق التي تعاني سوء تغذية، إذ تبلغ أكثر من 30% في أندونيسيا والهند وباكستان.

إحباط وغضب.. تطرف وإرهاب
وأشار كيم الى أن الأطفال الذين يعيشون في ظروف غير صحية لن يكسبوا المال، حتى لو توافر لهم التعليم، مؤكدًا أن هذه الظاهرة الصحية قد تتسبب في آثار نفسية خطرة، مثل الإحباط والغضب والخوف والضعف والتطرف والإرهاب.

وأكد على ضرورة التصدي لهذه التحديات ومعالجة قضية التعليم في عالم يضم 250 مليون طفل يعانون الأمية، ومثلهم لا يحظون بتعليم مدرسي، في حين أن آخرين يتأثر مستوى تحصيلهم بحسب جودة مخرجات التعليم التي تتفاوت بين بلد وآخر إلى حد أن الفجوة قد تبلغ خمس سنوات بين الطالب الذي وصل إلى الصف 12 في سنغافورة، وزملائه في دول مثل اليمن ومالاوي.

اقتصاد المستقبل
وقال يونغ كيم "هناك مهارات يجب أن يُزوَّد بها الأطفال، وقيم يجب أن يتربوا عليها مثل التعاطف والتركيز، ليصبحوا أصحاب أداء أفضل في اقتصاد المستقبل، خصوصًا أننا للمرة الأولى في تاريخنا كجنس بشري، أصبحنا نحسب قيمة رأس المال البشري، الذي يعتمد في تكوينه على ما يحصل عليه الأفراد من تربية وتعليم، وهو ما لا تدركه دول كثيرة، علمًا بأن الدول التي حققت أفضل النتائج، مثل دول شرق آسيا، التي استثمرت في العنصر البشري، ما أدى إلى دعم زيادة نموها، واستعرض جانبًا من التجارب الناجحة لبعض الدول في هذا السياق، مثل سلطنة عمان، وبيرو، وفيتنام".

صاحبا رؤى تغير وجه العالم 
وذكر أن "الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قائدان من أصحاب الرؤى التي تغيّر وجه العالم"، منوهًا بجهود دولة الإمارات واستثمارها في العنصر البشري، وهو الاستثمار الذي يترابط بشكل وثيق مع سياسات تحسين الاقتصاد وجودة الحياة. 

مشيدًا برؤية القيادة الإماراتية التي تؤمن بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للأمم، وتحرص على تطوير منظومة متكاملة من المبادرات، التي تدعم الابتكار وريادة الأعمال والعلوم المتقدمة.