«إيلاف» من بيروت: يشهد قصر بعبدا اليوم نشاطًا مكثفًا، يبدأ صباحًا مع إستقبال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، على أن ينتقل لاحقًا للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ثم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي، حيث سيعقد مؤتمرًا صحافيًا قبل مغادرته بيروت التي يزورها لساعات.

عن أهم المواضيع التي سيتباحثها تيلرسون مع القادة اللبنانيين، يشير النائب نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن ما حصل في الفترة الأخيرة في سوريا بين إسرائيل وإيران سيكون محور محادثات تيلرسون في لبنان، من دون أن ننسى موضوع النفط في لبنان، ووزير الخارجية الأميركي بحسب طعمة، يأتي اليوم لإقناع اللبنانيين بضرورة العدول عن ملكيتهم للبلوك 9 من النفط في البحر، والموقف اللبناني الأخير في هذا الخصوص كان موقفًا مشرفًا، أي إنه في حال الإعتداء على مصالح لبنان النفطية فإن الرد سيكون قويًا.

بالإضافة الى موضوع الجدار الفاصل بين لبنان وإسرائيل، الذي سيكون محور المحادثات الأميركية في لبنان، وسوف يجرب الجانب اللبناني أن يطلب من الجانب الأميركي أن يقنع الإسرائيليين على الأقل عدم الإقتراب من الحدود اللبنانية.

العقوبات على حزب الله

هل سيأتي تيلرسون بحلول في ما خص العقوبات على حزب الله من قبل الأميركيين؟ يجيب طعمة أن تيلرسون لن يتطرق إيجابيًا إلى حزب الله لأنه يعرف الجواب بالنسبة للبنانيين، والأميركيون متمسكون أكثر بالعقوبات ضد حزب الله، ويبقى موضوع الإشتباكات الاخيرة في المنطقة محورية أكثر بالنسبة لنقاشات الأميركيين في لبنان، وكذلك موضوع النفط اللبناني.

وبرأي طعمة، فإن لبنان بإجماع الحكومة والجيش لن يتنازل عن أي شبر من أرضه ومصالحه النفطية.

والدول الكبرى تضمن الأمن في لبنان ليس محبة فيه بل لأن لديها مشاكلها الخاصة ولا تريد مشاكل إضافية في لبنان، فضلاً عن وجود النازحين السوريين في لبنان، ولا تريد الدول الغربية أن تتحمل وزر هذا الملف وتلقيه فقط على عاتق لبنان.

أهمية الزيارات

عن أهمية الزيارات الأميركية الى لبنان في ظل الوضع المتأزم في المنطقة بين إيران وإسرائيل، يؤكد طعمة أن هذه الزيارات قد تكون مهمة جدًا، وإذا استعمل الأميركيون بشكل عادل صلاحياتهم فسوف ينذرون إسرائيل بضرورة عدم الإعتداء على الدول العربية.

ويتمنى طعمة ألا يكون لبنان ساحة صراع للدول من خلال رسائل ترسل من هنا وهناك.

ويبقى بالنسبة للأميركيين أن مصلحة إسرائيل فوق كل اعتبار.

والموقف اللبناني واضح وهو عدم التنازل عن أي شبر من الأراضي اللبنانية، ويجب المثابرة لبنانيًا على هذا الموضوع.

عن مدى مساهمة زيارة تيلرسون في دعم الجيش اللبناني بمواجهة "الإرهاب"، يشير طعمة إلى أن الأميركيين يدعمون الجيش اللبناني بالسلاح، لكنّ دائمًا هناك تحفظا مع وجود سقف لهذه المساعدات، خوفًا من أن تصل هذه المساعدات الى يد حزب الله.

مع القناعة بأن الجيش اللبناني بالنسبة لنا هو الأمان لهذا البلد مع كل معاركه الإستباقية ضد "الإرهاب"، ويستحق أن يُدعم بالسلاح من قبل الأميركيين الذين باتوا أكثر اقتناعًا بأن الجيش اللبناني جدير بالثقة.

ونأمل في مارس في مؤتمر روما أن يدعم الأميركيون الجيش اللبناني ويتم تسليحه ضد "الإرهاب".

هل ترى في الزيارات الخارجية الأميركية للبنان تدخلاً في أموره الداخلية، وكيف يجب أن يحل اللبناني أموره الداخلية بمعزل عن أي تدخل خارجي؟ يجيب طعمة بأن لبنان بلد صغير وللأسف الشديد الخارج يتدخل، ولكن الزيارات التي تجري تبقى ضمن قناعة أن لبنان دخل مجددًا ضمن خريطة إهتمام الدول الكبرى.