سيدني: فرض رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول الخميس حظرًا رسميًا على العلاقات الغرامية بين الوزراء وموظفيهم، ردًا على العاصفة التي أثارتها علاقة خارج إطار الزواج أقامها نائبه مع مساعدته السابقة، وهي حامل حاليا.

وأعلن ترنبول هذا التعديل في قانون المسلك الوزاري خلال مؤتمر صحافي استثنائي وجه فيه انتقادات لاذعة لنائبه بارنابي جويس. وقال إن مساعد رئيس الوزراء مذنب "بالتسبب بمعاناة واذلال شديدين" لزوجته وبناته الاربع.

واندلعت الفضيحة التي طالت جويس (50 عامًا) منذ الكشف، الاسبوع الماضي، عن علاقته بمساعدة تصغره بعشرين عامًا وهي تنتظر مولودًا الان. وهو متهم بأنه خالف قواعد الحكومة فيما طغت الازمة على الاخبار وتزايدت الدعوات الى استقالته.

واضاف رئيس الوزراء الأسترالي ان "بارنابي ارتكب خطأ في التقدير مثيرًا للصدمة عبر اقامته علاقة مع شابة تعمل في مكتبه". وتابع "عبر قيامه بهذا الامر، اغرق هؤلاء النساء في عالم من التعاسة وتسبب بصدمة لدينا جميعًا. نحن جميعا متعاطفون معها، كان الامر رهيباً بالنسبة اليها ان تجد نفسها تحت الاضواء".

وجويس من الشخصيات البارزة في الحزب الوطني إحدى ركائز الائتلاف الحكومي المحافظ الذي تشكل مع الحزب الليبرالي برئاسة ترنبول.

كما أعلن ترنبول امام البرلمان ان مساعده سيأخذ اجازة الاسبوع المقبل ما سيجنبه بالتالي تسيير شؤون الحكومة خلال زيارة يقوم بها الى الولايات المتحدة لاربعة ايام. وقال رئيس الوزراء إن "هذه الاجازة ستتيح لجويس تقييم موقفه".

ويتوجه ترنبول الى واشنطن الاربعاء المقبل لعقد لقاءات مع الرئيس الاميركي دونالد ترمب وسيكون في الخارج لمدة أربعة أيام. وسيتولى رئيس مجلس الشيوخ ماتياس كورمان تسيير شؤون الحكومة في غياب ترنبول. ويمكن ان يعمد رئيس الوزراء الى اقالة نائبه، لكن هذا الامر سيثير انقسامًا في الائتلاف الحاكم.

إقامة مجانية

اقر بارنابي باقامة علاقة خارج اطار الزواج مع فيكي كامبيون مستشارته الاعلامية السابقة البالغة من العمر 33 عامًا. واعربت زوجته ناتالي التي اصبح منفصلا عنها حاليًا بعد زواج استمر 24 عامًا وبناته الاربع عن صدمتهن الشديدة.

وخلص رئيس الوزراء الأسترالي الى القول إن الزمن تغيّر واصبح المواطنون يتوقعون من الطبقة السياسية ان تكون نموذجًا يحتذى به.

وتابع ترنبول "لست هنا لكي اعطي دروسًا بالاخلاقيات، لكن بعض القضايا التي كانت مقبولة او كنا نغض عنها الطرف في السابق، لم يعد يمكن قبولها. والان في العام 2018 لم يعد مقبولاً بالنسبة لوزراء ان يقيموا علاقات جنسية مع اشخاص يعملون لديهم".

واوضح ان المسلك الوزاري بالتالي تغير لكي تصبح الامور شديدة الوضوح: "الوزراء سواء كانوا عازبين او متزوجين يجب ألا يقيموا علاقات جنسية مع الموظفين لديهم". ونفى جويس أي انتهاك لقواعد حسن السلوك الوزارية التي ينص على انه لا يمكن لشركاء حياة الوزراء أن يتولوا مناصب في الادارات الحكومية بدون اذن مسبق من رئيس الوزراء.

وكانت كامبيون تولت منصبين، احدهما في مكتب وزاري والآخر لدى برلماني، بعدما توقفت عن العمل لدى جويس السنة الماضية. وتتهم المعارضة ايضا نائب رئيس الوزراء بمخالفة قواعد حسن السلوك هذه عبر قبوله أن يعيش في شقة صديق له مليونير بعد انهيار زواجه.

واتهمه العماليون بأنه طلب الاقامة في هذه الشقة، وبالتالي قبول هدية وهي اقامة مجانية لستة اشهر. وأكد جويس ان هذه الشقة عرضت عليه وانه لم يطلب الاقامة فيها.

كما ان جويس وجد نفسه غارقًا قبل اشهر في قضية ازدواجية الجنسية التي ادت الى استقالة نواب، ما هدد الغالبية الحكومية الضعيفة التي يشغلها الائتلاف في مجلس النواب. وقد اعيد انتخابه خلال الانتخابات التشريعية الجزئية بعد ان طرح نفسه مدافعاً عن قيم المحافظين وفي مقدمها الزواج.