أبرزت الصحف العربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، مؤتمر إعادة إعمار العراق، الذي اختتم اعماله أمس في الكويت بتعهدات الدول المانحة بدفع 30 مليار دولار لدعم جهود عملية بناء المناطق المتضررة من الحرب ضد ما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية.

انتقاد لغياب إيران عن المؤتمر

انتقد عدد من المعلقين العرب غياب إيران عن المؤتمر، متهمين طهران بالمسئولية عن "خراب" العراق.

وفي مقال نشره موقع بغداد بوست العراقي، يقول موفق الخطاب: "لم أتوقع أن أرى يوما يتم حمل اسم العراق من قبل حفنة من الفاسدين والسراق المتسلطين، ليستجدوا باسمه وتاريخه وإرثه العظيم وهو منكسر، ويطوفوا به البلدان توسلا وتسولا، ويجعلوه محط عطف لمن فقدوا المروءة والرحمة والإنسانية".

ويضيف الخطاب: "العراق بحاجة لوقفة دولية، ولمؤتمرات عالمية، لكن ليس من أجل جمع الأموال له، لأنها بالنتيجة ستُبلع من قِبل حيتان الفساد، بل هو بحاجة إلى الوقوف مع شعبه وتخليصه من أفسد طبقة يشهدها التاريخ القديم والحديث".

أما أحمد بودستور في الوطن الكويتية، فينتقد غياب إيران عن المؤتمر، مؤكدا أن العراق وغيره من دول المنطقة قد "تحولت إلى دول فاشلة بسبب استنزاف ثرواتها على مغامرات إيران العسكرية".

ويقول بودستور: "هناك تساؤل حول هذا التجاهل الإيراني لأكبر مؤتمر يساهم في إعادة العراق الذي يعيث فيه النظام الإيراني فسادا، فهو يصرف المليارات على المليشيات الإرهابية مثل الحشد الشعبي وحزب الله العراقي وغيرها كثير، وذلك لإثارة الفتنة بين الشيعة والسنة، وممارسة سياسة التطهير العرقي فقط لشطب المكون السني من المعادلة السياسية في العراق، وتحويل العراق إلى محافظة إيرانية".

وأضاف: "نأمل أن يكون مؤتمر إعادة إعمار العراق هو نقطة تحول في السياسة العراقية، ورسم مستقبل مشرق للعراق بعيدا عن النظام الإيراني، الذي نهب واستنزف ثروات وخيرات العراق، ونشر فيها الخراب والدمار، ولم يساهم في عملية إعادة الإعمار".

كما يقول عبدالناصر سلامة في المصري اليوم: "المشكلة الآن في الداخل العراقي ليست في النزاعات الطائفية واستشراء الفساد فقط، بقدر ما هي السيطرة الإيرانية سياسيا على أرض الواقع، أصبح الكويت رهنا بالتوسع العراقي والإيراني في آن واحد".

وفي الشرق الأوسط اللندنية، يقول عبدالرحمن الراشد: "الدولة الوحيدة التي غابت عن مساعدة العراقيين هي إيران! وهي أكثر دولة مسؤولة عن خرابه، ومسؤولة عن إفشال سلطته المركزية. فالنظام في طهران قام بتفكيك مؤسسات الدولة العراقية من أجل السيطرة عليها، وأقام جيشا موازيا سماه 'الحشد الشعبي'، يماثل 'حزب الله' في لبنان، ويقوم بالمهمة نفسها".

ويتساءل الراشد "كيف يمكن للعراقيين بناء بلدهم، والميليشيات الدينية المسلحة تتحكم فيه مع الحرس الثوري الإيراني؟"

"دعم سخي"

وفي مقال بعنوان "لا خيار لنا إلا بدعم العراق"، يقول وائل الحساوي في الرأي الكويتية "إن بناء عراق قوي ومستقر هو سند لنا، بينما الإبقاء عليه ضعيفا سيقود حتما إلى تمزيق الأمة، وسنكون نحن أول ضحاياه".

ويضيف الحساوي "مؤتمر إعادة إعمار العراق لا يهدف إلى جمع الأموال والتبرعات لتقديمها إلى العراق، ولكن لإقامة مشاريع حيوية تنفع الشعب العراقي، وتساعده في النهوض من كبوته، والكويت من أكبر المستفيدين من تلك المشاريع، سواء بضمان استرداد ديونها على العراق، أو باستيراد الغاز والماء التي نحتاجها أشد الاحتياج!"

كما أبرزت افتتاحية الخليج الإماراتية مساهمة أبو ظبي في المؤتمر، إذ تقول: "هذه هي الإمارات التي نعرفها ويعرفها العرب والعالم، تتقدم الصفوف في أعمال الخير والإنسانية، وإغاثة الملهوف والمحتاج، فكيف إذا كان المحتاج شقيقا عربيا اضطرته المؤامرات لأن يقع فريسة لهمجية غير مسبوقة".

وبالمثل، حملت افتتاحية الوطن القطرية عنوان "دعم سخي"، تقول فيها: "سخاء قطر في دعم الأشقاء، طبع غالب في كعبة المضيوم، وحرص القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، واهتمامه بمجريات المؤتمر ودعمه للعراق الشقيق لاستعادة دوره ومكانته في محيطه الإقليمي والدولي، شكل حافزا إضافيا في توطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين."