القاهرة: قررت نيابة أمن الدولة العليا في مصر الخميس حبس المرشح الاسلامي السابق للانتخابات الرئاسية في مصر عبد المنعم ابو الفتوح لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق، غداة توقيف الشرطة له بعيد وصوله القاهرة اتيا من لندن، على ما أفادت مصادر قضائية وأمنية.

ويعد ابو الفتوح، الذي انشق عن جماعة الاخوان المسلمين في العام 2011، من ابرز السياسيين الاسلاميين في مصر، وكان خاض انتخابات الرئاسة في 2012 وحل في المركز الرابع اثر جولتها الاولى خلف كل من محمد مرسي واحمد شفيق وحمدين صباحي. وهو رئيس لحزب مصر القوية المعارض الذي أسسه. 

وافاد عبد الرحمن الحريري عضو المكتب السياسي لحزب مصر القوية وكالة فرانس برس أن ابو الفتوح متهم "بالاتصال بجماعة ارهابية" و"نشر أخبار كاذبة".

وياتي توقيف ابو الفتوح قبل نحو شهر ونصف شهر من الانتخابات الرئاسية في مصر المقررة نهاية آذار/مارس المقبل.

من جهتها، اتهمت وزارة الداخلية المصرية "القيادي الإخواني" ابو الفتوح في بيان مساء الخميس بـ"التواصل مع التنظيم الدولي للإخوان والعناصر الإخوانية الهاربة داخل وخارج البلاد لتنفيذ مخطط يستهدف إثارة البلبلة وعدم الاستقرار".

وأشارت إلى ان قناة الجزيرة القطرية عرضت مقابلة مع ابو الفتوح تضمنت "بعض الأكاذيب والادعاءات لاستثمارها في استكمال تنفيذ المخطط".

ووصفت الداخلية ابو الفتوح بـ"القيادي الإخواني"، على الرغم من انشقاقه عن الإخوان ودعمه التظاهرات الحاشدة في 20 حزيران/يونيو المطالبة برحيل الرئيس الإسلامي المنتمي للإخوان محمد مرسي، الذي أطاحه الجيش بقيادة السيسي في 3 تموز/يوليو 2013. 

وابو الفتوح بين خمس شخصيات دعت الشهر الفائت الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية متهمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"منع اي منافسة نزيهة".

وأعلن حزب مصر القوية المعارض الخميس "التعليق المؤقت لكافة الأنشطة والمشاركات السياسية" للحزب بسبب ما وصفه بانه "تصاعد أجواء البطش والاستبداد وقمع المعارضين السلميين من قبل النظام الحاكم في مصر". 

وأشار الحزب في بيانه الى أن اعتقال ابو الفتوح ياتي بعد "اعتقال نائب رئيس الحزب محمد القصاص بأيام". 

ويواجه السيسي في الانتخابات القادمة خصما واحدا هو موسى مصطفى موسى الذي أعلن ترشحه قبيل اغلاق باب الترشح بيوم واحد وكان معروفا عنه تأييده للرئيس المصري الحالي.

وشهدت ساحة الانتخابات في مصر خلال الاسابيع الماضية انسحابات واقصاء لمرشحين محتملين في مواجهة السيسي، مثل رئيس اركان القوات المسلحة الاسبق سامي عنان، واخر رئيس وزراء في عهد مبارك، احمد شفيق والمحامي خالد علي.

في المقابل، تراجع آخرون منددين بالعملية الانتخابية برمتها. 

واتهمت قيادة الجيش عنان بمخالفة القانون وارتكاب جرائم تستدعي مثوله أمام جهات التحقيق مما اقصاه من سباق انتخابات الرئاسة.

والثلاثاء، اوقف الأمن هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات في عهد محمد مرسي ومسؤول حملة المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية سامي عنان.

وقررت النيابة العسكرية الاربعاء حبسه 15 يوما بعدة تهم ضمنها أنه "اشاع اخبارا كاذبة تؤدي إلى الاضرار بالامن القومي المصري والمساس بالمؤسسة العسكرية وتهديد السلطة".

وفي غياب اي مرشح قوي أمامه تبدو الانتخابات اقرب الى اجراء شكلي للسيسي، الذي يحكم البلاد بقبضة حديد منذ فوزه بالولاية الاولى للرئاسة التي حصد فيها نسبة 96,9% من الأصوات عام 2014، لا سيما مع قلة خبرة المرشح الوحيد امامه موسى.