لماذا يقرّر بعض النواب في لبنان، ومن بينهم النائب نعمة الله أبي نصر، أن يتخلوا عن غمار العمل النيابي في لبنان، وما هي أبرز الملفات التي تم التطرق إليها من قبل أبي نصر خلال وجوده داخل قبة البرلمان اللبناني؟.

إيلاف من بيروت: مع اقتراب موعد الإنتخابات النيابية اللبنانية في مايو المقبل، قرّر بعض النواب اللبنانيين ترك الندوة البرلمانية طوعًا، من بينهم النائب نعمة الله أبي نصر، الذي رأى بعد 18 عامًا أمضاها في النيابة، أن يترك طوعًا من دون أن يتخلى عن العمل السياسي خارج ندوة البرلمان. أبي نصر لم يكن في الندوة البرلمانية على هامش التشريع والسياسة، بل كان ماثلًا بقوة، خصوصًا في الملفات المصيرية التي تمس مرتكزات الوطن وقواعده الميثاقية.

لماذا التخلي طوعًا عن الندوة البرلمانية؟. يجيب أبي نصر في حديثه لـ"إيلاف" أنه "منذ عام عندما تم التمديد للمجلس النيابي للمرة الثالثة قررت أن أخرج من الندوة البرلمانية، وأنا لم أغب خلال 18 عامًا عن جلسات المجلس النيابي، وهذا لا يعني أننا استقلنا من العمل السياسي.

ينوي أبي نصر بعد التغيب عن المجلس النيابي أن يمارس مهنته أي المحاماة، حيث لا يزال مسجلًا في النقابة.

أبرز الملفات السياسية
عن أبرز الملفات السياسية التي تطرق إليها أبي نصر خلال الـ18 عامًا في المجلس النيابي يقول إن أبرزها يبقى أنه في الفترة الأخيرة وبناء على اقتراحه أنشئت محافظة كسروان جبيل، وأقرها المجلس بعد 14 عامًا من تقديم الإقتراح.

كذلك "طعنت في مرسوم التجنيس أمام مجلس شورى الدولة، وأخذت حكمًا بمنع الجنسية لمن لا يستحقها، وتابعت التنفيذ، وتم تقديم الأسئلة للحكومة عن تقاعسها عن التنفيذ، كذلك قمت بإعطاء المغتربين من خلال اقتراحات قدمتها، يضيف أبي نصر، حقوقهم السياسية مثل الانتخاب والإقتراع والترشح، لإستعادة جنسية أبائهم وأجدادهم، وخصوصًا التمثيل في المجلس النيابي اللبناني، من خلال الإقتراح الذي قدمته في هذا الخصوص، وإقرار زيادة عدد النواب في القانون الانتخابي الحالي 6 مقاعد للمغتربين، كذلك كنت، يشير أبي نصر، بالمرصاد أمام محاولات التلاعب بديموغرافية البلد عن طريق التجنيس والتوطين، والتهجير، وعدم معالجة أسباب الهجرة وخصوصًا النزوح أيضًا.

وفي العام 2007، يتابع أبي نصر، قمت مع القوات اللبنانية ومع التيار الوطني الحر في تقريب وجهات النظر بينهما، وتألفت لجنة من أشخاص عدة، لكنها لم تستمر في عملها.

كذلك عندما كان الرئيس الليبي معمر القذافي في عز مجده، اقترح من أجل حل المشاكل في لبنان أنه على الموارنة أن يرحلوا من لبنان أو يعتنقوا الإسلام، حينها أخذنا موقفًا مشتركًا ضد هذا الأمر

نصائح سياسية
وردًا على سؤال كونك نائبًا متمرسًا ما الذي يحتاجه اليوم من يخوض غمار السياسة في لبنان ومن ينوي الدخول حديثًا الى قبة البرلمان اللبناني؟. يلفت أبي نصر إلى أن مطبخ المجلس النيابي يجب أن يكون لتجهيز مشاريع القوانين، وهو مؤلف من 17 لجنة، وأبرز اللجان تبحث الأمور المتخصصة، ومفترض من النائب أن ياتي إلى مجلس يكون تشريعيًا بالدرجة الأولى وليس سلطة مولجة بتنفيذ المشاريع.

ونأمل بالناخبين أن يختاروا الأشخاص المناسبين، ولديهم الشفافية، ويريدون فعلًا أن يخدموا لبنان، ويأمنوا بسيادة لبنان واستقلاله.
ونريد أن نلحظ الانتماء إلى هذا المرشح الذي يمثلنا وولاؤه لبلده فقط.

ولدى سؤاله هل السياسة اليوم في لبنان فقدت معانيها السامية مع انحدار مستوى الخطاب السياسي في لبنان؟ يؤكد أبي نصر أن الخطاب السياسي في لبنان أصبح منحدرًا بإيحاءات خارجية، وتنبع هذه الإيحاءات من مصالح شخصية سياسية مادية أو اجتماعية.